ذلك ما قلته في الحادي والعشرين من شهر مايو، وهو أصدق من آراء الصاوي والحكيم، على ودهما القديم ألف تحية وألف سلام!
كنت أظنهما صديقين، ثم عرفت - مع الأسف - أنهما من إخوان الزمان:
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا ... وما لزماننا عيبٌ سوانا
(حمار الحكيم)
وفي هجوم الصاوي على الحكيم وردت عبارات مقتبسة من كتاب (حمار الحكيم)، وهي عبارات يقول فيها المؤلف: إن الوقت عنده ليس من ذهب، وإنما هو من تراب. ويقول: إنه يخاف من العفاريت
وأقول: إن الصاوي لم يدرك ما في هذه الكلمات من السخرية، السخرية من المجتمع الذي نرى صوره في بعض البيئات، وهي سخرية رأينا صداها في مقال نشره سعادة الأستاذ مصطفى عبد الرزاق بك في مجلة الصاوي
وقد آن لبني آدم من أهل هذه البلاد أن يفهموا أن المؤلف لا يُسأل هما يَرد في كلامه من العبارات التي يديرها حول نفسه ليتمكن من السخرية بالمجتمع، فقد آذتني جريدة لا أسميها في بلد لا أسميه، لأني قلت في كتاب (ليلى المريضة في العراق):
(أنا رجل لئيم، ويجب أن أستفيد من فساد المجتمع)
فقد قالت تلك الجريدة: كيف يجوز لحكومة رشيدة أن تعتمد على هذا الرجل في تثقيف الشبان، وهو يعترف بأنه لئيم يستفيد من فساد المجتمع؟
وإذا جاز لصديقنا الصاوي أن يؤول كلام صديقه الحكيم بلا فهم لغرضه الصحيح، فقد جاز لي أن أصفح عن ذنوب الجاهلين ممن فاتهم سر التأليف يوم قرءوا كتاب (ليلى المريضة في العراق)
الرفيق قبل الطريق
تلك حكمة عربية أوحتها ظروف الحياة البدوية، فقد كانت المسالك وعرة، ولم يكن للمسافر بدٌّ من رفيق يعينه على متاعب الطريق.
وطريقنا في هذا العهد هو الكتابة والتأليف، والرفيق هو رئيس التحرير، أو القارئ، أو