للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إن الذين يهاجرون إلى الريف بالألوف سيعرِّضون الريف لرجَّة اجتماعية؛ فما عسى أن تكون تلك الرجَّة؟ أتكون خيراً؟ أتكون شرّاً؟

عندك - أيها المُهاجر - جواب هذا السؤال. لطف الله بك وهداك!

ابدأ بنفسك

كَثُر التواصي بالوطنية في هذه الأيام، وأصبحت الجرائد والمجلات ميداناً لأقلام أهل الحَميَّة من أبناء الوطن العزيز

وهذه فرصة لامتحان النفوس والعزائم والقلوب، فكل امرئ يعرف ما يملك من زاد الوطنية، وكل امرئ يعرف ما عنده من عناصر الأمانة والصدق والإخلاص

والمهم هو أن تبدأ بإعداد نفسك لدعوة الواجب، وأن تؤمن بأنك المسئول الأول، وأنك وحدك المعني بالنداء يوم يدعو الوطن أبناءه لتفديته بالأموال والأرواح

ويلي ذلك في الأهمية أن تشعر بمعنى الأخوَّة الوطنية، وأن تثق بأن جميع من تصادفهم في غُدُوَّك ورواحك هم أخوتك وأنصارك، وإن لم تعرفهم من قبل، وأن تعرف في قرارة نفسك أن منافعهم هي بعض منافعك، وأنك عن تفديتهم مسئول

التماسك الأخوي هو الحجر الأول في بناء الوطنية، ويوم يصح هذا التماسك لا يضيرنا أن تَفْسُد الدنيا يوماً فينفرط عقد الأمان

هل سمعت بالقوانين التي تشرع للطوارئ؟

إن كنت سمعت فاعلم أن الأمة الكريمة هي التي لا تفتقر إلى مثل تلك القوانين في غياهب الأزمات وظلمات الخطوب

نحن لا نحتاج إلى أدب النفس في أيام السلام، وإنما نحتاج إلى أدب النفس في أيام الحرب، فمن أنت بين أصحاب النفوس؟

الوطن يعتمد بعد الله على نفسك العالية، فكن عند ظنه الجميل

الوطن يرجو أن تفي له في أيام الشدة كما وفى لك في أيام الرخاء

الوطن هو أنت، فمن أنت؟

إن في الدنيا ناساً يتخذون أيام الحرب وسيلةً لِوَرَم الجيوب، وأعيذك أن تكون من أولئك الناس

<<  <  ج:
ص:  >  >>