بد أن تكون العلاقة بينهما علاقة حب، وقد يكون من مقتضيات هذه العلاقة في بعض الأحيان أن تصف المحبة حبيبها بأنه كلب. وقال ليتعرف كنه العلاقة بينهما:(هل أنت تحلفين به كثيراً؟)
قالت بلهجة التعجب: أحفل به؟ إنني ربيته
فغير رئيس البوليس السري رأيه في الحال وقام بروعه أنه ابنها وليس حبيبها كما كان يظن. وقالت الكونتس:(وفضلاً عن ذلك فإني راهنت عليه بمبلغ عشرة آلاف جنيه، ولكن أحذرك من أن يقصوا شعره أو يغيروا شيئاً من صفاته)
كان رئيس البوليس لا يزال في حيرته من كون هذه الدوقة أماً لأمير من أمراء البوربون، ولكن كل شيء محتمل في الحياة وأدرك أن المؤامرة لابد أن تكون كبيرة الأهمية لأن في نجاحها كشفاً لأسرار خطيرة بين الأسرة المالكة
وخرج رئيس الوزارة ورئيس الأساقفة وأخته معاً. وبعد لحظات من خروجهم تلقى رئيس البوليس برقية من باريس بصفات الأمير المفقود، فلم تزده هذه البرقية إلا ارتباكا، وفيها أن جسمه طويل وإن شعره أسود كثيف وأن أذنيه طويلتان وأن وصوته عميق
قال لسكرتيره:(قل لي بالله كيف يمكن أن نهتدي إليه، وهذه صفاته كلها مبهمة؟)
وقبل أن يجيب السكرتير على سؤال الرئيس وردت برقية من باريس لم تزدهما إلا ارتباكا، وفيها أن أهم صفة بارزة للبرنس ورتمبرج أن في وسط ظهره خصلة بيضاء من الشعر
قال الرئيس: (على كل حال يجب أن نبحث عنه على أساس هذه الصفات، ولا بد أن يكون الأمير شاباً أولاً، لأن الدوقة دعته كلباً، وثانياً لأنها ربته فلنبحث عنه في مجتمعات الشبان.
وتنكر رئيس البوليس وبدأ بحثه
وفي الأربعة الأيام التالية زار كل مكان من لندن ودخل كل مشرب وكل مكان عام. وكان في بعض المشارب يدخل متنكراً في زي بحار، وفي البعض الآخر يدخل متنكراً في زي جندي، وفي غيرها يتنكر في زي قسيس، وفي غيرها يتنكر في زي أجنبي ولم يعباً أحد به، ولم تسفر مباحثه عن نتيجة
وألقى القبض على رجلين لاعتقاد أن كلا منهما هو الأمير، ولكن أطلق سراحهما في الحال