الخسائر المادية والأدبية مما يعز عليها أن تتخلى عنه وهي في منتصف الطريق
سياسة الإمبراطورية
فهي تضع خطة نضالها على حرب طويلة الأجل، تكون في نهايتها أقوى منها في أولها، وقد فرضت عليها سياستها الإمبراطورية هذا السبيل حتى لا ترهق شعوبها بالاستعدادات الحربية في زمني الحرب والسلم، وتكتفي بالسيطرة على جميع المواد في زمن الحرب؛ وغني عن القول أن مواردها تنمو في فترة السلم نمواً كبيراً بفضل تقدم العمران، وأن شعوبها إذا أحست بالخطر ضحت في سبيله، حرصاً على رفاهيتها من أن تهددها دولة أخرى؛ وعلى هذا الأساس تدخل الميدان واثقة من قوة عزيمة رجالها، واثقة من اتساع مواردها
عرف هتلر كل هذا واختبره، ولهذا السبب يعرض الصلح الآن. فخير له أن يحل مشاكله وهو قوي من أن يحلها وهو ضعيف، فالحالة الأولى تتيح له التهديد بالرفض أما الثانية فلا يسعه فيها إلا القبول، فقد أدرك الآن أن خطة الحرب الخاطفة التي بنى عليها سياسة انتصاره يرجح فشلها على نجاحها
في الشرق الأقصى
وثمة ميدان آخر بدأت الحياة تدب فيه، وبدأ الناس يتكهنون بما يجري فيه، فسألني عدة أصدقاء ما هو الموقف في الشرق الأقصى؟ ماذا ينتظر أن يجد فيه من الأحداث السياسية والعسكرية؟
فهناك أمريكا واليابان والروسيا والصين؛ وهناك أيضاً أملاك لهولندا وقد احتل بلادها الألمان، وأملاك لفرنسا وقد سيطر على فرنسا النازيون، فانقطعت الصلة العسكرية بين هذه الممتلكات وبين أمها، بحيث يتعذر عليها وحدها الوقوف أمام غزو ياباني سياسي أو عسكري
والموقف في الشرق الأقصى دقيق لا يتيح للباحث أن يقطع فيه برأي، وأمريكا هناك هي القطب الرحى، وهي أقدر دولة على حفظ التوازن والسلم ولو إلى حين. وقد ناقشنا في مقالنا الماضي ناحية من العلاقات وتضارب المصالح بين الروسيا واليابان