ابن الأثير في المثل السائر:(ليس الفاضل من لا يغلط، بل الفاضل من يعد غلطه)
رشاد عبد المطلب
انتحار الدكتور إسماعيل أحمد أدهم
روت الصحف أن الدكتور إسماعيل أحمد أدهم الباحث المعروف قد انتحر غرقاً في البحر الأبيض في الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء الماضي يأساً من الحياة وزهداً فيها. وقد عثر البوليس في معطفه على كتاب منه إلى رئيس النيابة يخبره بأنه انتحر لزهده في الحياة وكراهته لها، وأنه يوصي بعدم دفن جثته في مقبرة المسلمين، ويطلب إحراقها وأن يشرح رأسه
والدكتور أدهم أعزب في الثامنة والعشرين من عمره ينتسب إلى أصل تركي، ولم يكن له عمل أو وظيفة، بل كان يعول في الحياة على إيراد منزل يمتلكه بالإسكندرية. وقد كان يميل في بحوثه إلى الفلسفة اللادينية
مصير المبادئ في فرنسا
تعجبني هذه الروح التي بدت في الشرق على أثر انهيار فرنسا ورددت صداها مجلة الرسالة الغراء في مقالات الأساتذة: الزيات، وزكي مبارك، وصديق، هذه الروح التي التفتت إلى الشرق لترى ماذا أصابه من فرنسا المنهزمة
صحيح أننا إذا أردنا أن نحكم على أمة عظيمة مثل فرنسا لا يمكننا ذلك إلا إذا عشنا في فرنسا نفسها وفي مستعمراتها لنرى كيف تتصرف في كل من البلادين. وعند ذلك نستطيع أن نحكم، وعند ذلك نستطيع أن نعلل هزيمتها تعليلاً منطقياً صحيحاً. ولو عاش الدكتور زكي مبارك في مستعمرات فرنسا كما عاش في باريس لعرف أن الحرية التي تحمل رايتها فرنسا، وأن الديمقراطية التي حاربت الألمان من أجلها هي أفكار قد سعدت بها فرنسا يوم كانت تؤمن بها أشد الإيمان وشقيت بها يوم أصبح إيمانها بها ضعيفاً وأصبحت عندها كتقاليد لا كمبادئ. . .
لقد علل المريشال بيتان هزيمة فرنسا بالضعف الخلقي الذي أصابها بعد الحرب العظمى والذي صحبه انحلال في المبادئ التي ورثها الفرنسيون عن الثورة الفرنسية الكبرى