٣ - في إتيانكم بالبيتين متعاقبين والحقيقة أن البيت الثاني (تذكرني العهد القديم. . .) الخ جاء في التائية الصغرى - لا الكبرى - بعد أربعة أبيات. . . الخ، وأنا أعجب للأخ أحمد جمعة، كيف جشم نفسه هذا الجهد الكبير، والأمر أسهل مما يعتقد؟؟
أما عن عدد الأبيات فقد صدق أستاذنا الزيات، فلقد رجعت إلى طبعات ديوان ابن الفارض المختلفة، فوجدت اختلافاً كبيراً في عدد الأبيات، أبيات هذه القصيدة. فبعض الطبعات ذكرت هذه القصيدة في نحو ٦٠٠ بيت، وعلى هذه الطبعة اعتمد أستاذنا الزيات في كتابه (تاريخ الأدب العربي) صفحة ٢٢٩ من الطبعة الخامسة كما ذكرت، وصفحة ٣٥٢ من الطبعة السادسة وكذلك اعتمد عليها أيضاً الدكتور زكي مبارك في كتابه التصوف الإسلامي جـ ١ ص١٣٠ حيث يقول:(ولا يسع من يهتم بدرس ابن الفارض أن يغفل التائية الكبرى، وهي نحو ستمائة بيت، وقد نظمها تحت وحي صوفي. الخ). وطبعة أخرى ذكرت هذه القصيدة نفسها في ٧٥٨ بيت، وطبعة ثالثة ذكرت هذه القصيدة أيضاً في ٧٦٢ بيت، وأحمد جمعة يقول إنها تبلغ ٧٧٩ بيتاً كما عدها بنفسه مرات فلا يصح له بعد ذلك أن يخطئ الأستاذ في عدد الأبيات قبل التثبت في حين أنه أخذ بأكثر هذه الطبعات دقة وعناية.
هذه واحدة. وأما الثانية: فأنا معه فيها، إذ أن التائية الكبرى مبدوءة بقول ابن الفارض:
سقتني حُميَّا الحب مقلتي ... وكأسي محيا من عن الحسن جلَّت
فأوهمت صحبي أن شرب شرابهم ... به سُرَّ سرىِّ في انتشائي بنظرة
ولعله يرى معي أن هذا لا يعد خطأ، وإنما هو سهو، وكان الأجدر به أن يعطيه اسمه الصحيح. . .! وأما الثالثة: فهي مغالطة صريحة ولا تجدر بطالب الحقيقة والناقد المنصف.
ألم يقل أستاذنا:(يقول في مطلع الكبرى: (نعم بالصبا قلبي صبا. . .) البيتين؟ أليس البيت الثاني:(تذكرني العهد القديم. . .) الخ خامس أبيات القصيدة؟ وهل أن الإتيان ببيتين متعاقبين يدل على أنهما كذلك في أصل القصيدة؟؟
اسمع يا أخي كلمة الحق: كان يكفيك أن تقول: (وقع سهو في كتاب (تاريخ الأدب العربي) حين ذكر مطلع التائية الصغرى، على أنها الكبرى.). إنك لو فعلت ذلك لكنت من