وهل يرى أن نحرق جميع ما حفظ الزمن الشحيح من تراث المصريين القدماء؟
الأستاذ سلامة موسى رجل مثقف، فهو يدرك أن العقل الإنساني يتطلع إلى فهم جميع الآثار الإنسانية، وإن قَدُم عهدها في التاريخ. فهل يوجِّه ثورته إلى العرب لأنهم عرب؟
إن كان ذلك فلينتظر، فقد ارجع إليه بعد أيام ومعي وثيقة تشهد بأنه عربيّ الأصل، وفي العرب نصارى ويهود ومسلمون لأن العروبة هي مصدر هذه الديانات الثلاث.
الدنيا كلها تجتمع، ونحن نفترق، مع أننا أحوج من سائر العالمين إلى الائتلاف، والعرب والمسلمون في جميع بقاع الأرض يرون مصر مشرق الأنوار العربية والإسلامية، وأخونا سلامة موسى يريد أن ينزع عن رأس مصر هذا التاج المرموق.
ولو كان سلامة موسى من أرباب المآرب المادية لعذرناه، وقلنا إنه رجل ينتفع من مؤازرة خصوم العروبة والإسلام، ولكن سلامة موسى رجلٌ عفيف القلب والجيب، ولن يترك لأطفاله غير ما ورث عن أبويه الكريمين، فكيف يستبيح أن يسيء إلى سمعة مصر العربية والإسلامية بلا جزاء؟
سلامة موسى من أعز أصدقائي
فهل أرجو أني يراعى خاطر صديقه الأمين حين يتحدث عن صلة مصر بالشؤون العربية والإسلامية؟
إلى صديقي سلامة أُوجِّه هذا الرجاء، ففي الدنيا مكاره تشغلني وتشغله عن مكايدة الصديق للصديق.
وسبحان من لو شاء لهدانا جميعاً إلى سواء السبيل، فإني أو إياه لعلى هدىً أو في ضلال مبين.
أدوات مدرسية!
كان المألوف في مثل هذه الأيام أن ينص أصحاب المدارس فيما ينشرون من إعلانات على ما تمتاز به مدارسهم من جمال الموقع، وكثرة المختبرات وأهلية المدرسين، وحسن النتائج.
ولكن الزمان يأتي بالأعاجيب، فلأول مرة في تاريخ مصر تقول إحدى المدارس في إعلاناتها إنها مزوّدة بمخبأ طويل عريض يؤوي مئات التلاميذ!