للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشعوب، ولأن هذه الكلمة لا تحتمل تفصيل القول في جهوده لهذا الإصلاح فإنا نأتي بها مجملة وهي:

١ - استقلال الفكر وحرية العقل في العلم واجتناب تقليد العلماء والكتب فيه

٢ - إبطال البدع والخرافات، والتقاليد والعادات التي أفسدت العقائد والأخلاق والأعمال وروَّجت في المسلمين أسواق الدجل والخرافات. . . ولا سيما بدع الموالد وعبادة القبور والمشاهد وأكبر مفاسدها اشتراك علماء الأزهر فيها وسكوت غير المشتركين فيها عن إنكارها فكانوا بذلك قدوة سيئة للعوام، وفتنة منفرة للمتعلمين عن الإسلام، وحجة للكافرين على المسلمين

٣ - الرجوع إلى هداية القرآن العليا وهدى السنة النبوية المثلى في تصحيح العقائد وتزكية الأنفس وتهذيب الأخلاق، والاتباع المحض في العبادات على منهاج السلف الصالح وهو يتوقف على إحياء علوم التفسير والسنة وآثار السلف

٤ - إصلاح نظام التربية والتعليم والتصنيف بالأساليب العصرية

٥ - إدخال علوم البشر في الجامع الأزهر ومعاهد التعليم التابعة له

٦ - إتباع سنة التخصص (أو الاخصاء) في العلوم والفنون

٧ - إعادة ثقة الأمة بالعلماء إلى ما كانت عليه في عصور الإسلام الحية

٨ - الدفاع عن الإسلام بالرد على الملاحدة ودعاة النصرانية ودحض شبهاتهم

٩ - الوعظ والإرشاد العام للمسلمين

١٠ - الدعوة إلى الإسلام في الشرق والغرب بعد الاستعداد لها

هذه هي خلاصة جهاده رحمه الله في سبيل إصلاح الأزهر وإذا كان رحمه الله قد ذكر في آخر حياته أن كليات الأزهر قد اقتنعت بأكثر ما دعا إليه وأنها ستأخذ به كله واطمأن بذلك فإنا إن شاء الله لمطمئنون كذلك بأن الأزهر سيبلغ المنزلة التي يستأهلها في العالم كله على مد أقطاره ما دام الذي يقبض على زمامه اليوم هو الإمام المراغي وما دام شبابه من حوله يؤيدونه ويتبعون سبيله

وإلى هنا نقف في القول في ترجمة شيخنا المحدث الفقيه السيد محمد رشيد رضا، ولكيلا يرمينا أحد بالغلو فيما تحدثنا به عنه نطرز ما قلنا بعبارة رائعة في وصفه للأستاذ الأكبر

<<  <  ج:
ص:  >  >>