أذيع في نيويورك أن عالماً ألمانياً كان يقوم باختباراته في مستوصف في قرطبة، استطاع - وهو يحاول درس أنسجة خلايا جسم الإنسان ليعرف هل تموت فعلاً أو لا تموت - أن يرد الحياة إلى أنسجة خلايا جثث المصريين المحنطة منذ ٥٣٠٠ سنة
وقد بدأ هذا العالم - واسمه الدكتور بوزي جراوتز - تجاريبه من عدة سنوات، فتبين له أن الأنسجة البشرية بعد أن حفظت في الكحول منذ ٣٨ سنة أخذت تنمو نمواً كاملاً عندما وضعت في مادة مقوية خاصة.
كذلك يقال إنه أخذت من المتحف الوطني في (لابلاتا) عينات من أنسجة ١٢ مومياء متوسط عمرها ٥٣٠٠ سنة، وأن هذه الأنسجة وضعت في مواد مقوية فأخذت الحياة تدب في ذلك اللحم البشري.
ويقال أخيراً إن آلة تكبير الصور قد سجلت حركة دبيب الحياة في الخلايا، وأن هذا العالم يقول: إنه حينما يموت الإنسان لا يحدث له سوى انحطاط في الخلايا يبلغ حالة السبات، ولكن هذه الخلايا تكون مستعدة للعودة إلى الحياة في حالات ملائمة.
إلى الدكتور زكي مبارك
قرأت كلمتك النبيلة التي وجهتها إلي في مقالكم السابق بالرسالة الغراء: قرأتها بعني، وأدركتها بقلبي، فكأنما كانت لمشاعري نشوة ذكرى، ولخواطري انتباهاً ويقظة. . . وفهمت منها معنيين! فقد أدركت بل أدرك قلبي أن وراء هذه الألفاظ ألفاظاً أخرى من الشعور لا تقرأ بالعين ولكن يدركها القلب، رأيت فيها تحية نبيلة من أخ عزيز نبيل، وأحسها قلبي عتاباً نبيلاً!
فيا أخي العزيز الكريم. . . لئن تك قد تلفت فرأيت صديقك العزيز محمود البشبيشي، وقد أسعده الحظ بلحظات كلحظات الحلم مرت بخيال مشرّد معذّب. . . فإن قلبي هو الذي تلفت وسمع ورأى! سمع أخاً وفياً، ورأى شقيقاً كريماً.
يا دكتور إن القلوب لتسمع وترى وتتلفت!
علم الله أن الذي منعني من العودة إليك تلك الليلة السعيدة هو مرض ابنتي. . . علم الله أيضاً. . . وتعلم شجرة الكافورة السعيدة (بما كساها الأستاذ الكبير الزيات من النباهة