امرأة، وهي زوجٌ قد انفتح الباب المغلق بينها وبين الحياة. . .!
لم تكن خادعةً فيما أعلم حين كتمت عني حديثها طوال هذه الأشهر، ولكنها لم تجد سبيلاً إلى أن تقول، فصمتت، فلما أمكنتها الفرصة جاء الحديث لوقته فراحت تقص عليّ. . .
وشعرت بالغيرة تلذغ قلبي لأول مرة، غير رجلٍ يحاول أن يستأثر بما لا يملك دون الذي يملك؛ ولكني لم ألبث أن فئت إلى رشادي واستيقظ ضميري، فرحت أوبخ نفسي على ما كان وأشبعها تعنيفاً وملامة، ولكني لم أجرؤ أن أقول.
لم يكن لها خيارٌ فيما فعلت. هكذا حكمتُ حين قصت عليّ خبرها؛ فقد ماتت أختها عن بنين وبنات وزوجٍ في سن أبيها له مالٌ وجاهٌ وشفاعةٌ ويد مبسوطة؛ وكانت هي يومئذ تلميذة في السادسة عشرة، دنياها معلم وكتاب ومسطرة. . . وعادت يوماً من مدرستها فإذا في غرفة الاستقبال كاتب وشهود، وباتت مُسمّاة على زوج أختها، ثم أصبحت زوجاً وأماً لبنين وبنات وما حملت ولا ولدت!
لم تفهم شيئاً مما مرّ بها إلا كما تفهم كل فتاة في بيت أبيها أن يقال لها قومي فتقوم، واجلسي فتجلس!
وانتقلت من دار إلى دار ولكن قلبها لم يزل على نقاوته وطهره، في عينيها نظرة الطفل، يرى كل شيء جديداً على عينيه، وعلى شفتيها ابتسامتها الصامتة المبينة، وفي رأسها أحلامها، ثم التقينا.
. . . هذا ما قالت لي؛ وقال لي ضميري: ويحك يا شقي! إنك تحاول إفساد امرأة على رَجلها!
وقال لي هواي: وماذا فعلت؟ أيكون الاستماع إلى شقية بائسة تشكو بثها محاولة لإفساد امرأة؟ وزدت من يومئذ آلاماً إلى آلامي، وزدت إلى ذلك إيماناً بنفسي وأيقنت من يومئذ أنني شيء، وأيقنت إلى ذلك أنني في عمل لا ينبغي!
وحاولت منذ عرفت أن أبتعد عنها وإن قلبي لينازعني إليها، فلا أنا صممت فيما حاولت ولا هدأ قلبي؛ وعدت بين نزاع القلب وتأنيب الضمير في شقاوة وألم؛ ولكنني كنت بشقاوتي سعيداً!
ويلي! ليتني عرفت يومئذ كل شيء! أم ليتني مضيت فيما صممت ولو كان فيه تدميري