لم يتفضل سعادة الأستاذ شفيق غربال بدعوتي إلى الاشتراك في اللجنة التي ألفها لوضع القواعد الأساسية لاختيار المدرسين الذين ينتدبون للتدريس بمدارس العراق، ولم أتطفل فأتشرف بعرض آرائي عليه في هذا الموضوع الدقيق، وليتني فعلت فقد يجب التطفل في بعض الأحيان!
فماذا صنع وصنعت اللجنة البصيرة بالعواقب؟!
أعلنوا في الجرائد عن موضوع يضر فيه الإعلان أكثر مما ينفع، فاستجاب لهم مئات المدرسين، إن صح ما أذيع!
فهل من الحق أن عندنا مئات تسمح لهم المواهب والكفايات بأن يكونوا أساتذة بالمدارس الثانوية والعالية بالعراق؟ ولنفرض أننا نملك هؤلاء المئات من المدرسين الأكفاء، فهل نراهم جميعاً صالحين للتمرس بأعباء مهنة التدريس في ديار الرافدين؟
لم يبق إلا أن نتخير، ولكن كيف نتخير عشرات من أولئك المئات؟ وقد تخيرنا بالفعل، فماذا وقع؟
وقع أن بعض من تخيرناهم عادوا فآثروا التخلف، فهل فكرت الوزارة في معاقبة أولئك الجنود الفارين، وقد اكتفوا من التشريف بخطورهم في بال وزارة المعارف؟
يجب أن تكون للوزارة سياسة ثابتة في هذه الشؤون، ويجب أن تكون عندها إحصائية دقيقة بالمدرسين الذين يصلحون لأمثال هذه الواجبات وعندئذ يكون من حق الوزارة أن تنقل المدرس المنشود من القاهرة إلى بغداد أو البصرة أو الحلة أو الموصل كما تنقله من القاهرة إلى دمنهور أم المنصورة أو أسيوط أو أسوان، ثم لا يكون من حق ذلك المدرس أن يتخلف لأنه جندي ينقل من ميدان إلى ميدان
أكتب هذا وأنا أعرف أن وزارة المعارف العراقية في انتظار جواب وزارة المعارف المصرية عن هذا السؤال:(ما الرأي في المدرس الذي يتخلف عن موعد افتتاح الدراسة أسبوعاً أو أسبوعين أو أسابيع، وإلى من يحتكم التلاميذ الذين تضيع منافعهم بتخلف المدرسين؟).
ولكن لا بأس، فالمصريون والعراقيون أشقاء، ومن واجب الشقيق أن ينسى تقصير