استطاع الأديب الذي وجهنا إليه عشرة أسئلة حول بيت من الشعر وقعت فيه غلطة مطبعية لا تحتاج إلى عناء في التصحيح، لأنها لا تزيد عن التنبيه إلى أن خبر المبتدأ واجب الرفع، استطاع ذلك الأديب أن يجيب إجابة صحيحة عن ثلاثة أسئلة، وأن يشرع في الإجابة عن سؤال رابع، ثم حاول الإجابة عن سائر الأسئلة فلم يوفق، فأرجوه أن ينظر من جديد في الأجوبة التي ظنها تخرجه من ذلك الموقف المحرج، إن كان يهمه أن يقال أنه سئل فأجاب
وليعرف إن لم يكن يعرف أني لا أعادي قرائي، وإنما أهتم من وقت إلى وقت بجذبهم إلى المراجعة والاستقصاء، فإن كان تأذى من هجومي عليه فليذكر أني أتحت له فرصة ثمينة للنظر والتعقيب. وقد كنت هممت بشرح الأخطاء التي وقعت في أجوبته (السديدة) ثم رأيت أن أكل ذلك إليه، فتلك فرصة لمحاورة نفسه في الخطأ والصواب.
القلب الذي تلفت
جاء في الكلمة الروحية التي نشرتها (الرسالة) للأستاذ محمد البشبيشي أن قلبه تلفت فرأى وسمع، ثم أكد المعنى فقال
(يا دكتور، إن القلوب لتسمع وترى وتتلفت).
هو ذلك، يا صديقي، منذ الفطرة الأزلية، أو منذ اليوم الذي (تلفت القلب) فيه عند وقفة الشريف الرضي على ديار بعض الأحباب.
ولكن أين حظي من حظك، يا صديقي؟
وما كاد قلبك يتلفت إلى صاحب (النثر الفني) حتى رأيت وجهه وسمعت صوته في مدينة جميلة هي المنصورة العصماء.
وقلبي يتلفت ويتلفت منذ شهور طوال طوال طوال إلى روح غالية كانت خلائقها الروحانية هي الشاهد على أن في دنيانا نسائم من فراديس الجنان.
وعلى طول التلفت والتسمع (تلفت القلب وتسمع القلب) لم أظفر من أخبارها بشيء؛ ولعل