. . . (تقوم فجر اليوم س ١٠٧ إلى مدينة إيفيل وترحل مع الهاجرات إلى دوفر لتتلقى الأوامر من ل ١٤ الذي سيستقبلها بربطة عنق زرقاء).
وألقت على الورقة زفيرها فابيضت ورمت بها إلى الطريق.
قال (ل ١٤):
- شاء الفوهرر أن يترك قليلاً من قوات الحلفاء التي رحلت عن (دنكرك) لتصف الأهوال التي أذاقها لهم الألمان، فيكونوا لألمانيا خير دعاة، فعليك تصويرهم في أسمالهم لدى نزولهم من البواخر لتزين بها المنشورات الألمانية التي تلقيها الطائرات على إنجلترا. . . والساحل الإنجليزي يا. . .
فأشارت إليه بالسكوت فهمس:
أقول إن الساحل الإنجليزي حاجز من الجحيم ضد القوات التي تحاول اختراقه فعليك مراعاة الدقة في تنفيذ هذه التعليمات، ومد لها يده بورقة.
وأبدت (جيوكندا) من الحذق والمهارة في الحصول على صور الحصون وأوكار المدافع وحركات الجنود والقوافل البحرية ما ألهج ألسن الجستابو بالثناء.
وجد قلم المخابرات البريطاني في تعقب الجاسوسة س ١٠٧ وضاق بحيلها ذرعاً، فهي آناً مهاجرة حليفة، وآناً ممرضة تندس بين الجنود، أو متطوعة توزع الحلوى في المعسكرات والمستشفيات ومالأها الحظ فكان يكلل مجهودها بالنجاح.
وطلعت عليها الصحف بنبأ الهدنة، وأخذ المارشال بيتان بنظم ألمانيا الاشتراكية، فخمدت فيها جذوة النشاط.