لقد انتزعت حظي من أنياب الحيات السود، فهو حظ مدوف بالسم زعاف، ولو استطاع قوم أن يتجاهلوا وجودي لفعلوا، ولكن كيف يستطيعون وقد ضيقت عليهم الخناق وقهرتهم على الاعتراف بأن العاقبة للصابرين على مكاره الجهاد
وهل كانت مكايدة الأعداء هي أصل النار التي يقذف بها قلمي؟
العدو الحق هو الغلطة المطبعية التي وقعت في سفر الوجود
وهذه الغلطة قد تسمى أوهاماً أو عادات أو تقاليد، ومن واجب القلم أن يصحح تلك الغلطة بلا ترفق ولا استبقاء
وأنا أصنع في محو تلك الغلطة مثل الذي كان يصنع يأجوج ومأجوج، فأنا أمحوها في كل يوم وهي ترجع إلى ما كانت عليه في كل يوم، ولكني سأنتصر ولو بعد حين، لأني أملك من الصبر واليقين ما لم يملك يأجوج ومأجوج
وهل يغيب عني أن كتاب (التصوف الإسلامي) سيزعزع أقواماً وخلائق في آمادٍ قصار أو طوال؟
أن وصل كتابي إلى سرائر المجتمع الإسلامي فسيغير ما يغير ويبدل ما يبدل، وهو سيعيش لأنه لم يخلق ليموت، وكيف يموت وهو مقدود من صخر الوجود؟
ما بيني وبين نفسي
ويقترح الأستاذ محمود غنيم أن يعني زكي مبارك بشرح صرائر زكي مبارك. وأجيب بأني أخاف من ذلك أشد الخوف، فما رجعت إلى نفسي مرةً إلى تهيبت اقتحام ما في شعابها من وعور وصخور وأشواك. وقد وقفت مرةً على ساحل النفس في ظلمات الليل فرأيتني عندها من الغرباء، وكيف لا أكون كذلك وأنا منها على بعد سحيق سحيق يُعدّ بالملايين من الأميال؟!
وقد حاولت الاقتراب من نفسي مرات كثيرة ولكن الخوف في كل مرة كان يشعرني بصدق الحكمة التي تقول: الرفيق قبل الطريق.
فأين الرفيق الذي أعتمد عليه في مواجهة لجج النفس وحولها عواصف وأنواء؟
الرفيق هو القارئ، ولكن أين القارئ الذي يفهم عنك ما تريد؟
كان لأسلافنا قراء، ولنا قراء، أما قراء الأسلاف فكانوا فئة قليلة تعد بالآحاد أو العشرات،