العالم أو يتمركز في أشياء غريبة أثرت في غريزة الفرد منذ صباه، وقد ينحط إلى أسفل دركات البهيمة وقد يرقى إلى أسمى الغايات. وهكذا تختلف أشكال اللبيد ومظاهره، ولكن غايته تظل واحدة ترمي إلى ري صدا النفس الطموحة إلى اللذة، وهي غاية أصيلة فيه عالقة به
هنا يظهر التجديد في الآراء التي أقرها فرويد
كان علم النفس من قبله يجهل أن قوى النفس تتبدل وأن مراكزها تتحول، وكان يخلط بين المسائل الجنسية وبين أعضاء جسم الإنسان، ففصل فرويد بين هذه وتلك ودلل على تحول مراكز قوى النفس
وكان علماء التحليل النفسي يقررون أن المسائل الجنسية التي تسبب اضطراباً في الأعصاب ترجع إلى عهد قديم، وقد كان من الطبيعي أن يبحث عن هذه المسائل صعداً في حياة الإنسان إلى سن المراهقة، ولكن فرويد اهتدى إلى أن من الخير ألا يقف البحث عند هذا الطور من حياة الإنسان، بل يتعداه إلى الطفولة
وقد برهن فرويد على أن اللبيد أصيل في نفس الطفل بالرغم من أنه يجهل الحياة التناسلية، ثم ذهب ألب أبعد من ذلك فقرر أنه إذا كان للطفل حياة تناسلية فإن الحياة لا تستطيع أن تكون قويمة، بل إنها خبيثة، ولكنها تعمل في الذات غير الواعية بحيث يرضع الطفل كل اللذة من أثداء العالم
ثم تدرج فرويد في دراسة الفرد من الطفولة إلى المراهقة إلى الرجولة، فلاحظ أن حفظ الجنس يدفع الأفراد إلى المراهقة إلى الرجولة، فلاحظ أن حفظ الجنس يدفع الأفراد إلى مجرى طبيعي إذا سارت حياتهم على وتيرة متساوقة. أما إذا أعتورتها حالات خاصة ظهر الشذوذ الخلقي والتناسلي
وقد درس بعض هذا الشذوذ في حياة مشاهير الرجال فانتهى من دراسته إلى أن الاضطراب النفسي ينتج عامة عن تجارب شخصية تناسلية، وأن ما نسميه طبيعة ووراثة ليس سوى حوادث جرت في الأجيال السابقة وأثرت في الأعصاب. وهكذا وجد أن كل حادث - في نظر علم تحليل النفس - عامل حاسم في تكوين النفس، وقرر أنه يجب بحث ماضي كل فرد للوصول إلى فهم حياته، وأن العلل النفسية والعصبية فردية لا وجه للشبه