الحرارة ويذوب في الماء ويتأثر بالأشعة فوق البنفسجية، وفي حالته النقية الدقيقة يمثل مادة ملونة صفراء تشبه المادة المعروفة باللاكتوفلافين التي تحضر من اللبن (لبن , أصفر ولقد حضر هذا الفيتامين على هيئة بلورات في مجمع القيصر ولهلم الطبي في مدينة هايدلبرج في ألمانيا باستخدام خمسين ألف لتر من اللبن. وكانت كميات ضئيلة من بلوراته لا تزيد على ثلاثة أجزاء من المليون من الجرام كافية لانتظام واطراد النمو في الفيران، ولكن حدث بعد أن انتزعت المادة الملونة الصفراء منه أن قل ووقف تأثيره في اطراد نمو الفيران، وبهذا أخذ قديماً في تسمية الفيتامين بفيتامين النمو، ولكن نسخت هذه التسمية فيما بعد عندما ثبت أن كل نقص في أي فيتامين يكون مدعاة لتأخير النمو الجسماني العام
والمهام الملقاة على عاتقه عديدة وذات أهمية كبيرة. فبتعاون هذه المادة الملونة الصفراء مع مركبات عضوية أخرى عويصة هي الأنزيمات تكسبه تأثيراً ومفعولاً في دورة الأوكسجين عند عملية الاحتراق في الخلية أي في النفس الخلوي وكذلك في حالة تحليل الكربوهيدرات التي يساهم فيها بقسط وافر. ويلعب كذلك دوراً هاماً في تكوين الكرات الدموية الحمراء، تساعده في إتمام هذه العملية مواد يفرزها الجسم هي الهرمونات الموجودة في العصير المعدي التي تساهم بدورها في تكوين الدم، ولذا يعزى فقر الدم أو عدم القدرة على تكوين كرات حمراء جديدة لسببين أولهما نقص الفيتامين والثاني غياب الهرمونات في العصير المعدي. ويأخذ العلم الحديث اليوم بأن فقر الدم البسيط يرجع إلى عدم وجود الفيتامين في حين أن الأنيميا الخبيثة أي الضعف الدموي الحاد الذي كان يعتبر إلى ومن غير بعيد من الأمور المستعصية العلاج، ترجع إلى غياب الهرمونات المكونة للدم عن العصير المعدي، وكم أفادت هذه المعلومات الحديثة الطب العلاجي فائدة جليلة الشأن
ولقد كشف لنا ظهور الفيتامين في هذا الميدان عن تأثيرات متداخلة جليلة الشأن والأثر لقوى عاملة. مادتان مؤثرتان يفرزهما الجسم تستأثران بمهام حيوية خطيرة لا تقومان بواجبهما على الوجه الأكمل حتى تظهر دعامة ثالثة لهما تكسبان بظهورها وحلولها قوة ذات حول وطول كما تكسب المواد القابلة للاشتعال زيادة قوة على الاشتعال بحلول الأوكسجين مثلاً ولا يقدر الجسم وحده على تكوين هذه القوة الثالثة حتى مع ضآلة جرمها وصغر الكمية التي يحتاج إليها، ولابد له من الحصول عليها إما من النبات والخضراوات