الأشياء بغير أسمائها لغرض مدفون؟
المهم هو أن تعرفي بالرغم من هذا الرياء المصنوع أن قلبي أبر وأعطف من جميع القلوب، ألم أقل ألف مرة إني أول من تقرب إلى الله بالرياء؟
وأنا مع ذلك أشهد بأني لم اكن أصدق أن في مصر فتاة ترجع إلى مقالات صدها عنها المرض في شهور طوال، ثم تفكر في تقسيمها إلى لوحات فنية مختلفة الظلال والألوان
ولكن ما السبب في أن أطرب لرأيك الجميل كل هذا الطرب؟
أيرجع السبب إلى أنه يزدهيني أن أشعر بأن هنالك قلوباً يسرها أن أكون في دنيا الصبابة آمر يطاع؟
أم يرجع السبب إلى أنها أول مرة أشعر فيها مرة أشعر فيها بقسوة الحرمان من نشوة الافتضاح؟
لو تعرفين أيتها الروح بعض ما أعرف لسرك أن أكون في الحب من أبطال الرياء!!
ولو فهمت بعض الفهم لما آذاك أن أكون فيما تحدثت عن زيارة المنصورة من المرائين
أسمعي، أيتها الروح الطروب
قيل وقيل: إن طيارات الأعداء قد تنتفع من النور الضئيل إذا أضيف بعضه إلى بعض، لأنه عندئذ يكون هالة نورانية تدل على المستور من المنازل والقصور
وأنا كذلك أبخل بالكتابة عن الحب في جميع الأحاديث، كما تقترحين، لأن ذلك لو وقع سينتفع به الحاقدون من أعداء الأدب الرفيع
ومن هذا الحديث تفهمين أني أعرف هويتك الصحيحة، فأنت طفلة بالتأكيد، لأنك تجهلين عواقب الافتضاح
أنا افتضحت وسلمت - إن كنت سلمت - لأني أقمت أدبي على أصول من الرمز والإيماء، فما هواك في أن أدل عليك بلا ترفق ولا استبقاء؟؟
ومن يسترنا إذا افتضحنا، يا ظلوم؟
ومن يستر الشمس إذا أطلت بوجهها على الوجود؟
الحب هو الشمس، والرياء هو السحاب، وللشمس قدرة سحارة على تمزيق أردية السحاب، فإن زعمت أنك مستورة بسحاب من فوقه ظلمات، فاعرفي يا شقية أن ظلام الحب يعقبه