لها في أذني وقع، وفي قلبي وقع، وما خططت حرفاً إلا وأنا مشغوف بتصرف ما يتسامى إليه من ألحان وأغاريد، ولو شئت لقلت إن طاعة القلم هي التي تجذبني إليه، فهو لا يصدر إلا عن أمري ولا يصدح إلا بما أشاء، وهو لا يخطئ حين يخطئ إلا وهو مؤمن بأن أخطائي أصدق وأجمل من الحق ومن الصواب
فمن كان في صدره عتاب أو ملام لانصرافي عن محضره الأنيس فليذكر هذا القول، فأنا لا أصادق من يتوهم أني رجل يخطئ كما يصيب، وإنما أصادق من يعتقد اعتقادا جازماً بأن العيب حين يقع مني هو الغرة في هلال شوال. وهل كانت لي عيوب إلا في أوهام الذين أبنيهم ليهدموني؟ جزى الله بعض الزملاء (خير) الجزاء!
وماذا نصنع إذا التقينا يا شقية، يا شقية؟
سيهمك أن تعرفي الفرق بين زكي مبارك المؤلف وزكي مبارك المحدث (؟!)
وسيهمني أن أعرف الفرق بين الفتاة التي تكتب إلي من بعد والفتاة التي أراها من قرب (؟!)
وعندئذ آثم وتأثمين، لأن شريعة الحب تبغض هذا الفضول
ألم تقولي في إحدى رسائلك إني أصانع فلاناً وأتوسل إلى فلان؟
وأين كان التوسل والتصنع وقد صبرت على الحرمان من وجهك الجميل أكثر من عامين؟
وهل حُرمت منك عامين أو شهرين أو يومين أو ساعتين؟
الجواب عند ليلى، فاسأل ليلى، ليلى المريضة في العراق، اسأليها تخبرك أن صدها عني لم يكن إلا فناً من فنون الوصل، والصد المقصود ليس قطيعة، وإنما هو آية من آيات العطف، لا حرمني اللًه تعتب ليلاي هنا وليلاي هناك!
أين أنا مما أريد؟ وهل ترينني أفصحت بما أريد؟
ما نظرت في رسائلك إلي إلا زاغ بصري وطار صوابي؟
فهل من الحق أنك تخافين عواقب التصريح باسمك المكنون؟
أنا لم أجترح معك غير هفوة واحدة يوم استبحت تسجيل صورة من خطك البديع في الكتاب الذي تعرفين وقد نهيتني فانتهيت فما تحجبك عن المحب الذي (أدبتهُ عقوبة الإنشاء) فتاب وأناب؟