موسيه؟ وما وقوفك هنا؟ تعال: كيف؟ يمجدون راشيل. وتهجرها؟
موسيه - أسير إليها في الحال. . .
الوصيفة - عجل فقد تكاثر من حولها الإعجاب! (تخرج)
المشهد الخامس
موسيه - لور
موسيه - (للور وقد بهتت مأخوذة حيرى) ثقي أني ما استرقت سرك إلا بالرغم مني، فلولا هذا اللقاء العزيز الذي لم يكن ليؤمله قلبي لقدمت إليك نفسي لأول بادرة. إن العابرة المجهولة التي تطوف في سماء قصيدي قمين بك أن تعرفيها. تأملي هذه المرآة. . . المجهولة الجميلة أنت! كنت ترتدين تلك الليلة ثوباً وردياً، وكنت قد وصلت متأخراً إلى المسرح - فجأة - بينما كنت أجيل بصري في أرجاء تلك الصالة التي استحوزت عليها سخرية (ألسست) اللاذعة فجعلتها تضج بالضحك والإعجاب - لمحتك في مقصورتك. . .
لور - (في خفر صادق) أمسك ياسيدي. . . لا تزد حرفاً ارجوك. . . أرى لزاماً على أن أفارقك. . . فما أخالك إلا شاعراً بالضيق الذي طوح بي إليه اعترافك. إنني جد خجلة. . .
موسيه - وأنا جد سعيد. هذه الليلة الهانئة تبدد جهمة الليالي العاصفة التي تملأ قلب الشاعر بالشك المقيت! أن أشعاري التي تحبينها هي صفوة ما كتبت، ولقد بت أستحسن ما تفضلين في قصائدي من شعر طهور ورؤى علوية ما دام قلبك العذري خفق لها خفقة الإعجاب. نعم، صدقيني يا آنسة. نينيت ونينون أختان لك. أراهما على صورتك. لهما عيونك وصوتك. إني لم اعد أستطيع أن افصل عن خيالي الفني هذه الأبيات التي رسم لك فيها شينيه صورة مخلدة (تحت رأسك الظريف يتثنى عنق بض رشيق)
(يكاد لفرط بياضه أن يكسف نصاعة الثلج)
لور - عندما أنشدتنا راشيل هذه الأشعار تأثرت بها نفسي أقل بكثير مما تأثرت الآن، لقد تجلت لي فجأة بهجتها السحرية! وهأنذا استعيد ذكرى تلك السهرة التي قضيتها بالكوميدي فرنسيز في أدق تفاصيلها ولأول وهلة تتضح في عيني معالم قصيدتك وتتناسق. أذكر وقد جلست محازاة والدتي أني شعرت بنظرة ملحة تحوم حولي مرتقبة نظرتي. يا للعجب! بينا كنت أغرب في الضحك غرامية عجيبة؟ هل متفكهة بمشهد (اورونت) لم يهجس ببالي أني