موسيه - ما كنت أرى إلا إياك! لقد تبعتك في فترة الاستراحة القصيرة وحمت حواليك أتملى محاسنك الغضة، وإذ أنت توشكين العودة إلى مقصورتك سقطت منك عفواً مروحتك فخففت التقطها وقدمتها إليك واجف القلب واليد، تذكرين؟
موسيه - ليلة أقل سحراً وقداسة من التي تعود بك إلى مازجة جميع أعطار العالم بعطرك الشذى! أنت وأنا يا للغبطة! ومع ذلك ما أراني أجتزئ أن أصعد فيك بصري يا مليكة العطور والزهور! ألا ليت الزمن الحاني يقف بنا متمهلاً! يا للساعة السعيدة التي يرود الحب فيها حوالينا موحياً إلى قلوبنا العطشى أن تعتصر خمرته الإلهية مذكراً إيانا أن الحياة حلم غامض لا مغزى له إلا عند من جمعوا شتيت آمالهم في يوم هني!. . . أرى الدنيا تتداعى حواليك ولا أبصر في وهيج المصباح الذي ينير بقربك آنية شفافة. غير عينيك النجلاوين وشفتيك اللتين تفوقان زهر الربيع نضارة وبهاء! أحبك
لور - (مقاطعة) أخشى هذه الكلمة. . . أخشى ألا تكون منبثقة من أعماق قلبك وأن تكون مخادعي بها وأنت تخدع نفسك، ألم ترددها من قبل على راشيل؟
موسيه - احبك! أنا لا أدري عنك شيئاً، ومع ذلك فقد ملأ طيفك النوراني سماء خيالي في كل وقت. هي انت، هي صورتك التي كانت تتبدى لي في ليالي سهادى، وأنت في الحق خيالي الشعري تجسم حيا! كل ما أعجبك في أعمالي الأدبية، هي أنت! لكم تشفعت بك واستنجدت في أيامي العصيبة المحمومة. كنت أرتقبك كما يرتقب الغريق صخرة النجاة، وكما كانت ليالي المدلهمة تتشوق لمطلع فجرك! أحبك!
لور - الآن اصدق. وبودي لو أصارحك بما يجيش في صدري من أمان خفية لكن وا أسفاه! أما زلت حرة؟ لا ادري. شت فكري! كيف يمكنني ان أكون لك بينما أرى كل شيء يفصلنا؟ لقد تم اختيار أهلي. . فهل يحق لي أن أخالف الرغبة الوالدية فأتصرف بنفسي كما يحلو لي؟
موسيه (محزونا) نعم أنت محقة. . . أحس يدك ترتجف اكثر مما يجب بين يدي كي لا أردها إليك في الحال! وا أسفاه! حرمت حتى هذه التعزية، الأخيرة واراني ملوماً إذ تجرأت