للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الكلام دون ان استوثق من اني اطرق قلباً خالياً. فهل تتجاوزين عن نزوتي المختبلة؟

لور - (مادة له يدها) إنسني!

موسيه - وهل يرتجى فيك نسيان؟ أتموت الذكرى التي قدسها الألم كما تغيب لؤلؤة داخل علبتها الذهبية؟ إن الألم المقدس الذي يحيى ميت الإرادة ويشحذ الهمة الشماء، الأم الذي يرهف قوى النفس ويصمد لحوادث القدر كالسنديانة في مهب العواصف، ذلك الألم الإلهي الذي يغسل الأفئدة المجدودة، أحسست به اليوم لأول مرة! بفضلك سأدين لك آخر الدهر يبعث قلب جهله الكل وظنوا ماء الحياة فيه قد نضب!

لور - (بعطف) الوداع!

موسيه - لا لا ترحلي بهذه السرعة! سينتهي حلمي بعد حين غير تارك في قرارة نفسك سوى ذكرى عفيفة! انك إذ تلمسين مدى سلطان محاسنك البريئة على، لا تتنزلين عن جزء من طهارة قلبك! هل تروح زنبقة الوادي أقل نصاعة، لأن ظلال السحر تطيف بجمالها الفتان؟ قد تمسى أحزاني أهون حملا لو أضاءتها مثل هذه الساعة الحنون! أبقى، أرجوك! فلن تخجلك بعد ارتحالي، نجوى هذا القلب الذي باح رغماً عنه بكل ما يكن لن تصدقي بعد اليوم جميع ما يذاع عني ما دمت تحتفظين إلى الابد بذكرى اللحظة التي تنسمت فيها زهرة القبلة على شفتيك بينما كان في مكنتى وقد استشعرت رجفة يدك في يدي ان اقطف تلك الزهرة العلوية!

لور - (مبتعدة عنه) أقبلت راشيل! ترى. هل أملك الوقت الكافي لابثك عميق اضطرابي؟ وا أسفاه! لابد لي من اصطناع الابتسام وتكتم عذوبة هذه العاطفة الوليدة! أخشى أن يخونني ثبات جأشي!

المشهد السادس

المذكوران - راشيل ثم الوصيفة

(راشيل للوصيفة من الخارج) سأتناول الطعام في البيت. إني أتهالك من فرط الإعياء!

(تبصر بموسيه)

يا للمفاجأة! انت. موسيه؟

موسيه - (مقبلا يدها) نعم، قدمت متأخراً. كنت مرتبطاً بسهرة ولم استطع الفرار. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>