راشيل - سامحتك. وهل أملك أن أكون صارمة حيال الصديق الشاعر المحبوب الذي تقودني حكمته وينير مجدي حماسه؟ لقد هبت ذئاب النقد تتواثب حوالي شخصي الضعيف فلم ألق غيرك يثبت إيماني بنفسي. ترى، أهي الصداقة التي أملت عليك موقفك إزائي أم اليقين؟
موسيه - الاثنان معاً. ثقي أني ما كتبت غير ما يجول بخاطر باريس جميعا! إنما أنت عنوان فخرنا، بك ننفس ونزهو على العالمين! إلا دعى الحمقى الأغرار يتزاحمون عليك رجاء النيل من عزيمتك: لن ينتزعوا من ذكرياتنا الحية (هريميون) ولا (مونيم) ولا اللهب المشبوب الذي يتطاير من هذا القلب الفتى الخفاق! اندبي يا أميرة المسرح (بايزيد) الملك بييروس، فكل دمعة منك ترتفع بمجدك الناشئ وبفننا المسرحي أكثر ألف مرة مما نفيده من نقد جميع الناقدين!
راشيل - أشكرك وأومن بقولك. كنت الليلة في حاجة ماسة إلى كلمة مشجعة، إلى شعاع من الأمل. سأدرس (فيدر) عقب عودتي إلى المنزل. هذا الدور معقد أحلامي! قرأته عشرين كرة بعيني التلميذ، وأطمح في تمثيله وشيكا
لور - تعملين الليلة؟ ولكنك لم تستريحي اليوم!
موسيه - (للور) الفن طاغوتنا!
راشيل - اذن، فلا تحرر من ربقته. لور محقة. موسيه. . . أدعوك إلى العشاء معي. سوف نتذاكر الماضي العزيز: عشاءنا الأول الذي كان غاية في الفقر والظرف. أتذكر تلك الليلة البوهيمية التي خدمتك فيها بنفسي أثر عودتنا من الكوميدي فرانسيز؟ قرأنا، ليلتها فصلين من (اندروماك)، بعد أن تناولنا، فرحين، شايا ممزوجا بالروم! تعال: سنعيد السيرة من جديد. . . وأكرم وفادتك. . . خيرا من الماضي!
موسيه - (وقد لحظ القلق يستولي على لور) صدقيني. لم انس راشيل الناشئة وتغريني هذه الدعوة الحبية، لكني لا أجد الليلة من نفس حافزاً للهو والمرح، خصوصاً وقد وعدت