للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويوماً شاع في العاصمة أن قطاراً قادماً يحمل زائراً عظيما فسرى بين الناس أن هتلر هو راكب القطار

وكيفما كان الراكب فقد عزم ألبير على أن يفجع الألمان فيه.

وكان بارع التدبير حار الحماسة لتدمير القطار

ووقف على شاطئ خياله ليرى هتلر تبعثره الألغام وإذا الدنيا كلها بين يديه تسأله أي جزاء يختار. . . حقاً. . . ماذا يختار؟

قال لنفسه: (أأكون ملكا. . . ولم لا. وأنا منقذ العالم من الدمار؟)

ودخل من خياله إلى قصره الملكي الموشى باليانع من الزهور الملفوف بالباسق من الأشجار تشدو عليها الطيور، فإذا العرش ممرد منيف والفراش وثير، وإذا المائدة تزخر بألوان من أشهى الأشربة وأطيب الآكال فيأكل ويروى ويسلم جسده لأريكة من فاخر الرياش

ويطير بأحلامه صفير القطار. . . إن نوره القاتم يشق غياهب الظلام وهو يقبل مسرعاً إلى حتفه المحتوم - فتهيأ ألبير للعمل العظيم. . . قال: القطار الآن فوق المنطقة الملغومة. فلأشعل الفتيل

وي. . . أن الألغام لا تنفجر. . . أترى رفعها خائن أم أخطأ في تركيبها زملائي المفاليك

وسمر ألبير في مكانه ليرى بغتة صرح آماله ينهار بينما يجري القطار على قضبانه متطامناً سلس القياد

وأخذت تنتاب رأسه فورات من اليأس والحزن العميق. فجلس على أنقاض حلمه وقد كست عينيه غشاوة حجبت عن ناظره المرئيات. وسمع قهقهة عالية فريع قلبه ونظر فإذا جنود تحيط به كأنما قد تثاءبت عنهم الأرض

- لقد أجهدتنا كثيراً يا ألبير

قالها قائد القوة في تهكم وتشف

وأسقط في يد ألبير ولكن روعه أفرخ حينما ذكر أنه أدى لوطنه رسالته وإن كانت لم تتم، وكان رافع الرأس شامخ الأنف وهو يمشي بينهم إلى حيث لا يعود

وطلعت الصحف بنبأ القبض على الثائر ألبير وقرار إعدامه في ساحة عامة ليكون عبرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>