أحرى به من هذا الجزم العجيب بخطأ الشعراء الذين لا يجارونه في فهمه للشعر، وليس هو بشاعر ولا ناقد ولا صاحب سند فيما يرتئيه، وليست له إحاطة بما نظم الشعراء في مختلف المقاصد ومختلف المناسبات
وورد إلى الرسالة الخطاب التالي من صاحب الإمضاء:(. . . وبعد، نشرتم للأستاذ عباس محمود العقاد مقالاً افتتاحياً في العدد ٣٨١ بعنوان (الحرب والشعر)، اسمحوا لي أن أعلق على هذا المقال الممتع بما يأتي:
١ - ليس صحيحاً أن مجلة البنش الإنجليزية نشرت قصيدة جون ماك كراي التي عنوانها (في سهول الفلاندرز)، إلا وهي تتردد في استحسان القراء لها، بل في التفاتهم إليها كما قال الأستاذ العقاد. والحق والواقع كما قال برنهارد راجنر الأمريكي في مجلة نيويورك تيمس إن محرر المجلة قدر ما في القصيدة من جمال ونشرها بالحروف الكبيرة التي لا تستعملها البنش إلا في المناسبات الأدبية العظيمة.
٢ - ذكر الأستاذ العقاد في الترجمة ما يأتي:(كنا أحياء وكنا نحيا) والواقع أن هذا تكرار من الأستاذ المترجم لا معنى له لأن الأصل الإنجليزي هكذا فقط.
٣ - ترجم الأستاذ كلمة بالعنان وهذا غريب، ولو أنه قال شعلة النضال لكان أصدق، لأن الشاعر يقول على لسان الموتى: إن الشعلة أسلمناها إليكم من أيدينا المتخاذلة.
٤ - ويقول المترجم: وارفعوا الشعلة عالية. . . ارفعوها ولو بقيت في أيديكم سنوات. وليس في كلام الكندي مطلقاً ما يشير إلى هذا الشرط الأخير، أي بقاء الشعلة سنوات. وأظن أن الأستاذ العقاد قرأ وشتان بين الاثنين. . .)
(محمد عبد الغني حسن)
فأما أن تردد البنش في استحسان القراء للقصيدة ليس صحيحاً فهو ليس بصحيح.
وقد يفيد صاحب الخطاب أن يرجع إلى الصفحة (٧٢١) من كتاب (بعد عشرين عاماً) في فصل
الشعر والحرب العظمى فيقرأ هناك ما نصه بالإنجليزية:
, -
وترجمته: (إنه بعيد جداً أن الناظم أو محرر البنش الذي نشرها أول مرة توقعا أيّ توقع ما