سفير مصري تعقب البلد الذي عاش فيه بالاستقراء والاستقصاء.
ومن الواضح أن في أدباء مصر رجالاً قدموا لبلادهم خدمات من هذا النوع، ولكن السفير يملك ما لا يملك الأديب من نواصي الوثائق والأسانيد، وله أفق يختلف بعض الاختلاف عن أفق الأديب، والمسئولية التي يحسبها السفير قد تجعله أدق من الأديب في الحكم على خصائص الممالك والشعوب
فهل يكون حافظ عفيفي قدوه لسفرائنا في أقطار الشرق والغرب؟ وهل ننتظر إلى أن تضاف إلى الأدب العربي ثروات من هذا الفن الطريف، فنعرف من كل سفير بعض ما عرفنا حافظ عفيفي؟
النظرة المصرية
إلى هنا عرف القارئ أن حافظ عفيفي يريد ضرب الأمثال، فأين نجد النضرة المصرية في كتاب هذا الباحث الحصيف؟
في كلام المؤلف عن الطبقات كلام ينفع أهل مصر، وهو الكلام الذي ينص على ألازمه الزراعية في بلاد الإنجليز. وفي كلامه عن الدستور البريطاني أحاديث تنفعنا أجزل النفع، وهي الأحاديث التي تشهد بقوه (التماسك الإنجليزي) وأريدُ بالتماسك القدوة الذاتي على مقاومة أسباب الضعف والانحلال، فللتقاليد الدستورية في نظر جميع الساسة البريطانيين احترام القانون (يرعاها الجميع حتى تحل محلها حقوق أخرى تكون أوفى منها في تأييد سلطه الأمة)، وتلك التقاليد تتغير دائماً مع الزمن، ولكنها تتغير في سكينه وهدوء. . . وسلطة البرلمان تستند إلى شخصية النواب ثم إلى التقاليد السياسية والسوابق أكثر مما تستند إلى المسطور من القوانين. . . والحركات الشعبية التي قامت في بريطانيا إنما كانت ترمي في أكثر الأحيان إلى رغبة الشعب في التمتع بحقوق الانتخاب أكثر مما كانت ترمي إلى زيادة سلطة البرلمان. . . ولم يحصل في إنجلترا أن يناط بفريق من المشرعين أو بهيئة نيابية مهمة تحرير دستور شامل يرغم على قبوله حاكم مستبد، ويكون فاصلاً بين عهد الاستبداد وعهد الحرية. . . ومع أنه لا يوجد في الدستور البريطاني نص يمنع الملك من حق الرفض لإمضاء إي قانون يقره البرلمان ولا يوافق عليه الملك، فإنه لم يستعمل ملك بريطاني هذا الحق من عهد الملكة آن. . . ومع أنه لا يوجد نص مكتوب في أي