للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يسعفهم بقدر ما أسعف زملاءهم اليونان، فلم يستيسر لهم الإحداق بمراكز الهجوم الروسية كما أتيح لليونان الإحداق بكوريتزا مركز الزحف الإيطالي

فإذا قدر لليونانيين الاستيلاء على هذه المدينة التي تقع في الميدان المتوسط للزحف الإيطالي تيسر لهم إحباط جانب كبير من خطط الغزو الإيطالي لبلادهم، أو وقفوا الزحف الإيطالي مدة طويلة وأنقذوا سالونيك التي تقع على إحدى الطرق المتفرعة من هذه المدينة كما يهددون طرق المواصلات الإيطالية في الجهتين الشمالية الممتدة إلى فلورينا في الجبهة الممتدة إلى الشاطيء في جبال أبيروس

ولو وفق الزحف الإيطالي في الوصول إلى سالونيك لتيسر له أن يشطر بلاد اليونان إلى قسمين ولأصبحت مقاطعة تراقية اليونانية لقمة سائغة سهلة الهضم، كما يتاح لإيطاليا الحصول على قواعد بحرية وجوية تعزز مركزها في جزر الدوديكانيز فتستطيع منهما أن تهدد القسم الشرقي من البحر الأبيض المتوسط وتسيطر على بحر أيجة بأجمعه وعلى منطقة المضايق

الصمت التركي

وأثبتت الساسة الترك في حوادث اليونان الأخيرة مبلغ خبرتهم كرجال عسكريين وساسة حكماء بابتعادهم الحالي عن الاشتراك الفعلي في الحرب مع ولائهم لقضية الديمقراطية والمدنية. فإن صمتهم الحالي أفعل وأجدى، وهم بصمتهم يقدمون إلى اليونان مساعدة أجل من مساعدتهم المادية فيكرهون طرف المحور الآخر (ألمانيا) على الوقوف موقف المتفرج

فلو تقدمت الجيوش التركية في تراقية لمساعدة اليونان لاستولت ألمانيا على بلغاريا ومنها تهاجم اليونان ومنطقة المضايق في الدردنيل والبسفور. إلا أن تركيا وفرت قوتها لفترة أكثر مناسبة فأصابت طائرين بحجر واحد، فصانت مصالحها أولاً، واضطرت ألمانيا إلى الانتظار وفوتت عليها فترة كانت ترجوها، حتى يتيسر لها الزحف إلى الشرق حيث منابع البترول في العراق وإيران، ثم تهديد قنال السويس

فاحتفاظ الجيوش التركية بمواقعها وانتظارها لخطط المحور الأصلية التي يستبعد - كما يرى بعض الساسة والعسكريين - أن تكون اليونان واحدة أساسية منها، ينذر بفشل تحقيق هذه الخطط. فالجندي التركي خبير ببلاده متمرن على وعورة أرضها ورداءة جو جبالها

<<  <  ج:
ص:  >  >>