في الحفلات، فلم يبق إلا أن تكون خرافة خلقها وهم القُصاص، ثم تبعهم ابن عبد الحكم بلا تمحيص ولا تحقيق
سؤال
من حق طلبة السنة التوجيهية أن يوجهوا إلى سعادة عبد القادر حمزة باشا هذا السؤال:
كيف نشأت هذه الخرافة وهي من المستحيلات؟
وأتطوع بالإجابة عن هذا الصديق فأقول:
يشهد كتاب الأستاذ نفسه بأن النيل كان يلقى فيه قرطاس من البردي يُدعى فيه النيل إلى أن يفيض، وكان الكهنة يزعمون أن للكتابة التي في ذلك القرطاس قوة سحرية
فذلك القرطاس هو الأصل لبطاقة عمر بن الخطاب، والأساطير يستقي بعضها من بعض
بقيت عروس النيل، فما أصل تلك العروس؟
يشهد كتاب الأستاذ نفسه بأنه كان يُتقرب إلى النيل بذبح عجل أبيض، ومن السهل أن نقول إن الذبيح كان بقرة بيضاء يعبر عنها مجازاً بالجارية الحسناء، وفي بعض تعابير الفرنسيين توصف البقرة بأنها
ويؤيد هذا التعليل أن المصريين القدماء لم يعبدوا البقرة إلا لأنهم رأوا فيها مخايل من حنان المرأة المفطورة على الطاعة والسجاحة والصفاء.
شاهد ثان
والشاهد الثاني على منطق الأستاذ عبد القادر باشا هو تحديده لمركز هيرودوت، فهذا المؤرخ اليوناني هو الحجة على مصر في تاريخها القديم، وما عرفت مصر القديمة في شرق ولا غرب بأكثر مما عرفت عن طريق هيرودوت.
فما الذي قال عبد القادر باشا في ذلك المؤرخ (الأمين)؟
لقد قتله بكلمة واحدة حين قرر أنه لم يزر مصر في عهد إشراقها وإنما زارها في عهد الأفول، فكان مثله مثل من يأخذ السيرة النبوية عن سدنة الكعبة في هذا الجيل، وهم لا يعرفون من سيرة الرسول غير أطياف تصور عن طريق الرمز الواهم ما كان عليه الرسول من عظمة وجلال.