ولكن كيف خلقت هذه المشكلة؟ خلقها التشابه بين المدنية المصرية والمدنية الكلدانية في كثير من الشؤون. فهل يدل هذا التشابه على النقل؟ أم يكون شاهداً على تبادل الصلات الأدبية والاقتصادية بين هذين الشعبين العريقين؟
هنا تظهر قوة عبد القادر حمزة في التعمق والاستقصاء فقد وصل بالمنطق وبشواهد التاريخ إلى أن المصريين سبقوا الكلدانيين إلى الحضارة والمدنية ولم يترك الموضوع إلا بعد أن صيره غاية في الوضوح والجلاء.
التقويم المصري
وفي كتاب عبد القادر قضية من أغرب القضايا الإنسانية، وهي قضية التقويم، فقد كان العالم كله يعتمد في تقسيم الزمن على الدورة القمرية، وهو تقسيم مقبول ولكنه غير دقيق، لأنه لا يصلح قاعدة لتعيين مواسم البذر والحصاد.
وكذلك كان المصريون أول المتحولين عن التقويم القمري إلى التقويم الشمسي، وقد قسموا السنة إلى ثلاثة فصول، كل فصل منها أربعة أشهر، وهي فصل الفيضان وفصل البذر وفصل الحصاد.
والتقويم المصري هو التقويم الذي حمله يوليوس قيصر من مصر إلى روما، وهو التقويم الذي عدله مجمع الكرادلة تعديلاً طفيفاً في سنة ١٥٨٢ ثم صار تقويم العالم كله إلى اليوم.
وإذا تذكرنا أن التقويم المصري كان موجوداً إلى سنة ٤٢٣٨ قبل الميلاد، أي قبل حكم الملك مينا بأكثر من ألف سنة، أدركنا فضل مصر في السبق إلى دقة الحساب.
وفيما كتب عبد القادر عن هذا الموضوع عن هذا الموضوع صفحات جديرة بالدرس والتعقيب، فليس من القليل أن نكون دنا أمم الشرق والغرب بذلك التقويم الدقيق.
معركة عقلية
هي المعركة بين الكنيسة وعلم الآثار المصرية، وهي المعركة التي انتهت بانهزام الكنيسة ورجوعها صاغرة إلى أن تفسر التوراة تفسيراً جديداً لتسلم من التصادم مع الآثار المصرية.
فما سبب تلك المعركة؟ ومن الرجل الذي درس البروج المصرية ثم انتهى من درسها إلى