أن يواجه المرأة إلا به وأن يكون مغموساً في قرارة نفسه.
وليست قرارة الإنسان متشابهة فحسب بل متكافئة مع طبيعة الإنسان الأبدية التي تربط كل الإنسانية التي تمثلها صورة الحياة البشرية في أعاليها وأعماقها المشتركة بيننا جميعاً، فنحن لن نكون أشخاصاً مختلفين في قرارة نفوسنا بل ندرك الروابط المشتركة التي تربط الإنسانية جمعاء. وفي هذه الأعماق نطرح الفوارق الاجتماعية السطحية من شخصياتنا.
ونصل إلى أساس المشاكل التي تعرض لنا في حياة اليوم. وهذه المشاكل تمثل الحقيقة الواقعة، لأنني هنا أشعر وأعرف أني واحد من كثيرين وأن ما يحدوني يحدو الكثيرين. إننا في ناحية قوتنا مستقلين ومنفردين بحيث يمكننا تشكيل مصيرنا بما نريد، ولكننا في ناحية ضعفنا بعضنا معتمد على البعض الآخر ومرتبط به، وهنا يمثل كل منا آلة في يد القضاء، فليس الفرد هنا هو الذي يحكم بل هي الإرادة البشرية.
ينطوي معنى الحياة الحقيقي على اكتساب الشخص قوة على التغلب العزلة الشخصية والابتعاد عن الأنانية في سبيل اشتراك فعال في حل المعضلات الحديثة.
فإذا أرخت امرأة اليوم تماسك الزواج واعية أو غير واعية ومستقلة استقلالاً روحياً أو اقتصادياً فإن هذا لا يأتي بدافع الرغبة الشخصية ولكن بدافع الرغبة الحيوية ذات القوة المسيطرة المستقرة في أعماق البشر التي تتخذ من المرأة الفردية آلة لها
يمثل الزواج قيمة اجتماعية أدبية لا نزاع فيها، وليس الحط من هذه القيمة إلا من قبيل الفوضى. إن عدم تكامل الإنسانية ليس إلا نشوزاً يقطع انسجام نغمات مثلنا، ومن سوء الحظ أننا لا نعيش في دنيا التي نريدها بل في دنيا الواقع حيث يتناحر الطيب والخبيث ويهدم أحدهما الآخر، وحيث لا تستطيع الأيدي البيضاء التي خلقت للابتكار والإنشاء تفادي التلوث بالدنس. . . وكلما أستجد شيء عرضة للنقد ومحط للريبة فهناك دائماً من يؤكد لنا وسط عاصفة من التصفيق أن لا شيء حدث وأن كل شيء يسير في نظام
وإذا نفذت أبصارنا إلى كثير من لزيجات ألفينا بها كثيراً من أعراض ضعف خفي يتمخض عن مشاكل زوجية تشمل كل تصرفات الزوجة (والزوجة فقط) التي لا يمكن احتمالها كالعصبية والخيانة الزوجية.
إن أولئك الذين يرون أنفسهم غير مضطرين إلى مجاراة ميول العهد الحديث يعتقدون في