للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مثال الزوجية ويعتنقونه، وعندما يتهدم مثال الإنسان دون أن يحل محله شيء أفضل منه فإن الخسارة لا تعوض، ولذا تظل المرأة مترددة سواء أكانت متزوجة أم غير متزوجة فهي لا تجسر على العصيان بكل قلبها وإنما تظل في حيرة لقد أصبح الزواج أحسن حل وكل من لم يدخل في حظيرته عليه أن ينحني على أخطائه.

لم يعد الزواج سهلاً بالنسبة للمرأة الحديثة. ما دامت هناك فقرات قانونية تشرح ماهية الخيانة الزوجية فإن المرأة لابد أن تظل متخبطة في شباك الشك.

ويصح أن نتساءل (هل تعرف الفقرات التشريعية ما هي الخيانة الزوجية. . . وهل تعريفها لها هو الشكل النهائي الأبدي الصادق؟) فمن الناحية النفسية - وهي الناحية التي تعني امرأة - ترى في هذه الفقرات تشكيلة هازلة كما هو الحال في كل ما يصطنعه الرجل لوضع قوانين تتعلق بمسائل الحب.

وكثيراً ما يتعدى المؤمنون بالقانون حدود قوانينهم بما اتسموا به من غباوة، أو بالخنوع لإغراء المرأة أو لمجرد الرذيلة المختلطة بنفوسهم. وإن المرأة الحديثة لتتساءل عما إذا كانت تنتمي إلى هذه الفصيلة. . . أما من الناحية التقليدية فهي بلا ريب منتمية إليها. وعليها أن تفكر في ذلك لاستجلاء الحقيقة حتى تتهدم أصنام الاحترام التي نصبت في نفسها.

فما معنى أن يكون الإنسان محترماً. . . أمعنى هذا أن يلبس قناعاً مثالياً يستر به حقيقته عن الناس. . . أمعناه أن يكون خادعاً. . . إن الطيبة ليست خدعة، ولكن عندما يحبس الاحترام الروح. . . تلك الروح الحقيقية المقدسة لا يصبح الإنسان إلا ذلك الشيء الذي وصفه المسيح بأنه (القبر الأبيض).

لقد أصبحت المرأة الحديثة على بينة من الحقيقة التي لا نزاع فيها. . . إنها تستطيع أن تبلغ الأسمى والأحسن في مجال الحب فقط؛ وإن هذه المعرفة تحدوها للوصول إلى نتيجة أخرى هي أن الحب أبعد وأسمى من القانون. وإن احترامها الشخصي ليضيق حينئذ بنفسه ذرعاً. ولكن هناك ميلاً غريزياً يوفق بين تفاعلها والرأي العام هذا أهون الشرين. أما أهول الشرين فهو أن يسري هذا الرأي أيضاً في دمها. وهو يبدو لها كصوت داخلي يبعثه الضمير وكقوة كامنة تقفها عند حدها

<<  <  ج:
ص:  >  >>