إيه يا قلب كم تعذبت بالدا ... ء ودارت عليك شر الدوائر
ومشت فوقك الحياة بشوكٍ ... بعد ما بعثرت عليك الأزاهر
وظلال من الفناء ترامتْ ... فوق جبينك يا طريد المقادر!
وإن أسعد أيامي تلك التي نظرت فيها إلى الحياة بعين السرور فرأيتها فناً من السرور وجعلت لها روحي قيثارة تغني:
ليتني بسمة على شفة الور ... د بفجرٍ مُعطَّر الأنداءِ
وطيور تطير في لهفة الشو ... ق إلى دوحها الحبيب النائي
وابتسام يلوح كالأمل الحلوِ ... على ثغر كاعب عذراء
ليتني أرغن يُغرِّدُ بالبشْر ... ويكسو القلوب ثوب الهناء
ليتني لم أكن من الطين كالنا ... س فأشقى بفكرةٍ قتماء
- عرفتَ يا بني كيف تستقبل الحياة، كما عرفت أن الحيوية هي سر وجود كل شيء، وشعور الحياة بأنه حي فيها، وعلمنا أن الكاتب من غير حيوية فيه، يكون صانع ألفاظ، وفهمنا أن الرسام تخرج لوحاته صامتة ميتة إذا حرم الحيوية الفنية. . . وأدركنا أن الرجل من غير حيوية لا يكون رجلاً. . . لأن أعماله تكون وليدة نقص في الخلق والرأي والتأمل. . . وقلنا إن حيوية الشاعر هي كل شيء في شعره. . . أما بعد فهل تتقيد الحيوية بسن؟ وهل هي وليدة اطلاع ومثابرة؟ وهل ظهرت في جيل وانعدمت في جيل. . .؟
- أظنها يا والدي لا تتقيد بطول سراية، وليست وليدة اطلاع. . . كما أنها تكون في كل الأجيال.
فكما تحسها في قول الزهاوي:
هناك نواميس بها أنا عالم ... وأخرى على جهدي بها لست أعلم
وما أنا شيء مثلما أنت فاهمي ... ولا أنت شيء مثلما أنا أفهم
وكما نلمحها في قول الدكتور أبي شادي:
تتلاقى الشفاه وهي ظماء ... ثم تظمى على ارتواء وتنفس
وتتطيل اللقاء وهي سواه ... عن حياة بوجدها تتنفس!
وكما تتلألأ في قول العقاد: