فتحدث عن التماثيل بضمير العاقل وعناها هي لا الذين تمثلهم. وأحسب اللورد دنساني حين خاطب التماثيل وأثبت جوابها إنما عناها هي فهي التي شاهدت تطور الزمن، وهي هي عنده الملوك الأربعة فهي التماثيل الملوك لا تماثيل الملوك. وعندئذ لا أحسب من التصويب أن يقال إنها أربعة تماثيل لملك واحد. بل أحسب أن رمسيس إنما عنى بإقامة أربعة تماثيل أن يجعل منها أربعة ملوك، والمجال في الفن كله من إقامة التماثيل أو من مناجاتها مجال خيال
وللتحقيق التاريخي قيمته على كل حال، ولكن التصويب إنما يكون في موضع الخطأ، ولا خطأ في قول يقول:
وتوهمت أن كسرى أبرويز معاطى. . .
ولا في قول من يقول: فتخيلت ما أجابني به الملوك الثلاثة لأن رابعهم كان قد كسر عند منتصفه فانشطر إلى شطرين، ولم ينكسر ملك وإنما انكسر تمثال. . .
ولكم خالص الشكر. . .
عبد اللطيف النشار
تأنيث الشمس وتذكير القمر!
يستنكر الأستاذ العقاد على العرب أن يذكِّروا القمر (وهو مقرون بالحنين والحياء، موصوف بالاتباع والاقتفاء، قليل فيه ساطي المضاء، وساطع الضياء، عارض له من المحاق ما يعرض للنساء)، ويؤنثوا الشمس وهي مصدر الحياة والحيوية؛ وذلك على عكس أكثر اللغات. ثم تساءل:(أهي زلة من زلات البداهة عند الشرقيين، أم هم المستضعفون للأنوثة لا يفطنون لهذا المعنى الذي فطن له الغربيون؟ أم هو إمعان في البداهة أدركوا به من سطوة المرأة ما لم يدركه مذكرو الشمس ومؤنثو القمر، وأقاموا به ما عكسه أولئك الخاطئون؟)