المؤلف، فخلق من مشكلات المجتمع في نواحيه الاقتصادية والسياسية والذوقية آفاقاً رحيبة يجول فيها قلم الباحث ويصول
ثم ماذا؟ ثم وقعت غلطة في اسم الراعي، فهو (يمليخا) عند صاحبنا توفيق، ولكن يمليخا في التفسير (الكشاف) وفي حاشية الجمل على (تفسير الجلالين) لم يكن راعياً، وإنما كان من رجال (البَلاط)، بلاط الملك الوثني (دقيانوس)، أما الراعي فاسمه (فلسطيونيس)
ثم؟؟ ثم سكت توفيق الحكيم عن اسم الملك الذي بُعث في عهده أصحاب الكهف، فلم يعرف إلا أنه (الملك)، ولكن أي ملك؟ لو رجع إلى التفاسير لعرف أن ذلك الملك كان يسمَّى (بيدروس) والنصُّ على اسمه أوجب، لأنه ورد في القصة مقروناً بالتعظيم والتبجيل
العقدة المنسية
وهنالك (عُقدة منسية) في رواية توفيق الحكيم هي عُقدة البعث، وتلك العقدة تنقل القصة من وضع إلى وضع، فنشرُ أهل الكهف كان مصادفة عند توفيق، ولكنه في الرواية الإسلامية وقع في أعقاب أزمة عقلية بين رجال (بيدروس) هي الخلاف حول بعث الأرواح والأجساد؛ وهو خلاف كان كثير الغليان في تلك العهود
ولكن ما قيمة هذه العُقدة المنسية؟
لهذا العقدة قيمةٌ عظيمة جدّاً، فغاية القصة عند توفيق هي انتصار الحب، أما غاية القصة إذا روعيتْ تلك العُقدة فهي انتصار الإيمان، وتلك هي الغاية الأساسية إذا أردنا الوفاء لمكان القصة من العقيدة ومكانها من التاريخ
بطلة القصة عند توفيق هي (امرأةٌ أحبتْ) وكان الواجب أن تكون (امرأة آمنتْ) لو كان توفيق من أصحاب الفكر العميق
استجواب
تحت أي تأثير كتب توفيق الحكيم هذه القصة؟
عندنا ثلاثة فروض:
الفرض الأول هو قوة الشهوة، والفرض الثاني هو قوة الحب، والفرض الثالث هو قوة الإيمان