فهؤلاء تسعة عشر عالماً لا يذكر الشيخ أحمد مصلح في ترجمة كل واحد منهم إلا أنه عالم فاضل مرة، وعالم فاضل وله تأليف مرة ثانية، وعالم فاضل أيضاً أو كذلك مرة ثالثة، وهكذا هان فن الترجمة في عصر الشيخ أحمد مصلح إلى هذا الحد، وصار الذي يعنَى به لا يعرف في كل من يترجم له إلا أنه عالم فاضل، أو عالم فاضل وله تأليف، أو عالم فاضل كذلك. ومن الغريب أن الشيخ أحمد مصلح ذكر اسمه في هذه القائمة من علماء الشافعية، وتبرع لنفسه بذلك الوصف الذي كرره فيهم، ولعله تواضع فلم يزدنا تعريفاً بنفسه، لئلا يمتاز بذلك على هؤلاء العلماء ويعنَى بنفسه أكثر منهم. وقد ذكر بعد ذلك ترجمة ستة من علماء الحنفية، ولم يزد فيها على ذلك الوصف السابق، اللهم إلا في الشيخ السادس، وهو الشيخ محمد الكتبي، فقد ذكر أنه عالم فاضل إلا أن ذكره وصلاحه كادا أن يميلا به إلى الجهل. ولست أدري والله الجهل الذي يريده، ولعله يريد جهل الناس به فيكون مصدر المبني للمفعول، لا مصدر المبني للفاعل
ثم ذكر أسماء أحد عشر عالماً من المالكية على ذلك النحو الذي ذكره فيمن قبلهم من الشافعية والحنفية. وقال بعد الفراغ منهم: (هؤلاء هم العلماء الأذكياء الذين هم حقيقون