فقد كان الساميون في سوريا والعراق يعبدون الإله بعل إله الشمس ورب السماء، كما كان الإغريق يعبدون الإله فيباس أبولو إله الشمس، وكان المصريون في أون أو عين شمس أو هليوبولس يعبدون الإله رع إله الشمس، وكلمة هليوبوليس كلمة إغريقية معناها مدينة هليوس، وهي كلمة من مترادفات أسماء إله الشمس، وقد جاء في كتب التاريخ أن عبادة إله الشمس رع جاءت إلى مصر السفلى من آسيا، أما المصريون في مصر العليا، فكانوا يعبدون آمون ثم حاولوا توحيد الإلهين عندما اتحدت مصر العليا ومصر السفلى، وكل هذا يدل على أن الشرقيين كالإغريق كانوا يذكرون الشمس، وكان القدماء يجعلون الأرض زوجة للشمس ويعبدونها بأسماء ٨٧
مختلفة مثل جيا أو بوناديا عند الإغريق والرومان كما كانوا يعبدونها أيضاً باسم ما أو مايا أو ماما، وأحياناً يعدون الأرض أم الآلهة، وكلمة أم في العربية مقاربة لكلمة ما التي كانت تطلق على ربة الأرض كما أن ربة القمر عند الإغريق كانت تسمى ديانا وهي مقاربة لكلمة الديّانة العربية مؤنثة الدّيّان أي المعبودة والمعبود، وكان الساميون في غرب آسيا يعبدون الإلهة أشتورث أو أرستارت ويسمونها الديانة، وينسبون إليها الصفات التي كان الإغريق ينسبونها لإلهة القمر ديانا، واتصال الإغريق بمدن سواحل آسيا الصغرى والشام أدى إلى تأثرهم بالثقافة الدينية الشرقية، كما أن الرومان في غربهم تأثروا بثقافة الإغريق الدينية حتى إنهم كانوا يوفقون بين كل إله من آلهتهم وكل إله من آلهة الإغريق، ثم جاءت أمم غرب أوربا وتأثرت بالثقافة الإغريقية الرومانية. ولا يزال الشعراء في غرب أوربا يطلقون على الشمس اسم إله الشمس عند الإغريق وهو فيباس أبولو كما أنهم يطلقون على القمر اسم ربة القمر ديانا. ويستنتج من كل ذلك أن الشمس كانت قديماً مذكرة عند الشرقيين والقمر مؤنثاً، وليس من البعيد أن يكون الأوربيون قد أخذوا هذه الفكرة عن الشرقيين.
عبد الله شاكر
الفياس
قرأت مقالكم المعجب (الأخلاق وهذه الحرب) في عدد الرسالة ٣٨٨ فوقع من نفسي موقع