غيره من مقالاتكم الافتتاحية الممتعة. وأود - لو يسمح لي الأستاذ - أن أبدي الملحوظة التالية:
لقد ورد في المقال المذكور العبارة التالية:(فإن نزوَّ النازية وفياش الفاشية لا يمكن أن يؤديا إلى عدل شامل وسلام دائم) وجاء في أسفل الصفحة: (الفياش: كثرة الوعيد في القتال من غير فعل). والفياش في اللغة، على ما أذكر، هو المفاخرة فقد ورد في قصيدة لأبي الطيب المتنبي في مدحه لأبي العشائر العدوى عند إيقاعه بأصحاب باقيس ومسيره في دمشق البيت التالي:
تزيل مخافة المصبور عنه ... وتلهي ذا الفياش عن الفياش
والضمير راجع إلى مواقف الممدوح في الحرب، والمعنى الذي يقصده الشاعر في هذا البيت دقيق معسر، وقد جاء في تفسيره: إذا سمع المصبور بمواقفه المذكورة شجعته وأزللت عنه خوف القتل لما يسمع من ذكر إقدامه واقتحامه للمهالك، وإذا سمع بها المفاخر ألهته عن مفاخرته، لأنه يتواضع لديها فلا يفتخر بنفسه
وأعتقد أن هذا التفسير هو أقرب ما يرمي إليه الشاعر وهو ما يقصده الشارح. وللأستاذ الأكبر تحية المعجب المخلص
(بيرزيت - فلسطين)
سعيد العبسي
تلميذ يجرح أستاذه
ألقى الأستاذ السباعي بيومي بدار العلوم محاضرة عن (أسلوب المبرد في كامله) في مساء الثلاثاء السابع عشر من هذا الشهر
ولقد عقب على هذه المحاضرة أحد المستمعين بملاحظات تخالف ما ذهب إليه الأستاذ السباعي. ويبدو أن المعقب استقى آراءه مما كتب العلامة المرحوم سيد بن علي المرصفي فتملكت الأستاذ المحاضر عاصفة من الغضب الساخط لا على المعقب ولكن على المرصفي؛ فقد وصفه بكثير من الأخلاق الذميمة كالغل والحقد والحسد وسطحية البحث والتطاول الذميم؛ ثم تعداه إلى تجريح طوائف العلماء على اختلاف مهنهم، والحكم بأن