أنا إنسان وحيد أريد أن ابتئس وأن أشقى حتى أذهل، وحتى يموت في قلبي الرجاء من كل شيء والأمل في كل شيء، وأن يستولي علًي جهد العيش والفكر فيما آكل وما أكتسي حتى يرهق جسمي الفكر والجهد فأنام وقد حل في قلبي السلام
رأيتكم من قبل في كثير من مثل هذه الأيام الأخيرة من ديسمبر، أيام الوداع والرجاء
رأيتكم من قبل أيها الراقصون والمرتًلون والعاشقون والذاهلون بالشقاء فلم أطلب أن أكون منكم. لأني كنت أوقن أني سأكون خيراً منكم عندما تقبل عليً دنياي
دنياي كانت أخي الغائب حتى يعود، والقلب الذي رجوتًه واصطفيته وأحببته وارتقبه، وصبرت على ما لم يصبر له الصابرون حتى يكون معي، حتى يكون لي وحدي
وكنت في سنوات كثيرة أجلس في هذه الأيام الأخيرة من ديسمبر أسمع مواكب حياتكم أيها السعداء فأبتسم، ستقبل دنياي وأغدو خيراّ منكم يوم يعود لي أخي البعيد، ويوم يكون القلب الحبيب لي وحدي
ثم جاءت الأيام الأخيرة من ختام هذا العام، فإذا الأخ البعيد لم يعد، ولن يعود، وإذا القلب الحبيب قد ردً عليً_مطروداّ_قلبي وحناني وحبي، واختار أن يكون لغيري، له وحده، وإني أحبه وما كرهته
في هذا العام أجلس وحدي في غرفة باردة، طقسها بارد لكنها حارة الذكريات، أسمع وأرى مواكبكم أيها السعداء، ولكني لا أبتسم. لن أكون في يوم ما خيراً منكم إن أخي لن يعود، والقلب الحبيب لن يعود، فلن تعود لي دنياي، وما كانت دنياي لي حتى تعود
إنسان وحيد في العيد
كان يسير في ركب الحياة معه أخوه وحبيبه. . . زوجه. . . لا يريد غيرهما ولا يرجو، فسقط أخوه والركب يسير. فتخلف يقضي حقه يواريه ويبكيه، وقلبه يتوجه إلى حبيبه الذي بقى يرجوه لا سواه
يتوجه إليه بالرجاء والعزاء، يريده وحده لا يريد غيره ولا يرجو وماذا يهمني من الركب وليس لي فيه. . .؟
إنه_القلب الذي أحببته_معي. وأنا به مع الركب وأمامه أسبقه وأعلو عليه. ونحن وحدنا