للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القافلة والركب والحياة والدنيا لنا

أنا_معه_غني عن جميع الناس

إنني به غني عن العالمين

فلما أفاق وقضى لأخيه بعض حقه تلفت فإذا الحبيب الذي كان بقي. ما بقي. . .! سلك بنفسه في زحمة الحياة وخلًف القلب الوحيد لا رجاء ولا عزاء. وشق الطريق لذاته لم يلتفت.

الركب بعيد، وهو منه منفرد وحيد. ما بقيت به قوة. ليس حوله سوى الظلام والوحشة والأحزان وذئاب الطريق. وفي قلبه الحسرات الباقيات ولا أحد معه

أيها السعداء الذين أرى مواكبهم وأسمع رقصهم على الجاز الصاخب والفالس الهادىء الناعم كأحلام آخر الليل، والذين يقضون هذه الأيام الأخيرة من العام. أيام الوداع والرجاء، ثم ينامون وفي قلوبهم السلام.

خذوني معكم. . .

٢ - صاحب السلطان الحقيقي

قدمت صاحب السلطان الحقيقي إلى قرائي في المرة السالفة أو بالأحرى قدمتهم إليه! فهو من يقدم إليه الناس جميعا ولا يقدم قط إلى أحد، ومن كان يماري في ذلك فليشهد مجلسا من مجالسه ثم لينظر هل يقدم هو مهما كان من خطره إلى صاحب السلطان أم يقدم صاحب السلطان إليه

حرصت بعد المرة الأولى على رؤيته حرصا أنساني كل متعة وحقر في نفسي كل فرجة فأعددت منظاري وظللت أنظر بصبر فارغ وشوق نازع حتى حانت الفرصة فدعاني إلى داره رجل من أطراف القرية رأيت وجهه يقطر السرور وهو يفضي إلى بما نال من شرف ضيافته الشيخ في تلك الليلة

وتفضل الرجل فدعا شاباّ من ذوي قرباى كان معي فقبل كما قبلت واشترط مثلما اشترطت ألا نمكث حتى العشاء، فما كان كلانا يتطلع إلا إلى رؤية الشيخ. وكان رفيقي الشاب قد تشوق إلى رؤيته بعد ما سمعه عنه وكان وقد ظفر بالأمس القريب بإحدى الإجازات العليا تمتلىء رأسه بفلسفة الفلاسفة. ولعله كان يرغب أن يعد لنفسه منظاراّ مثل منظاري، أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>