قلت لكم من قبل إن الكاتب الذي يعتمد على ماضيه كاتب مخذول، لأن القارىءيحكم على الكاتب بآخر مقال. ولمجلة الرسالة ماض جميل، ولكنها لا تعتمد عليه، وإنما تعتمد على ثروتها الجديدة في كل أسبوع، فاعرف ذلك أيها الأديب المنتظر. أعد نفسك لجهاد الأيام المقبلات. كتب الله لك العافية، ونجاك من جميع الأسواء؛ إنه قريب مجيب.
١ - الى الأستاذ سباعي بيومي
نشرت الرسالة كلمة بإمضاء محمد فهيم عبيد عن كلام وقع منك وأنت تحاضر عن المبرد بمدرسة دار العلوم، فقد تحدثت عن أخلاق الشيخ سيد المرصفي بما لا يليق، فإن كان ذلك الكلام لم يقع منك فانفه في العدد المقبل، وإن كان وقع منك فسارع إلى الاعتذار، إبقاء على ما بيني وبينك من وداد، فما أستطيع السكوت عن رجل يتعرض لأخلاق الشيخ سيد المرصفي بسوء، ولو كان من أعز الأصدقاء
وإلى أن يثبت الراوي افتري عليك، أعلن غضبي على ما بدر منك، فقد كنت أظن أنك تعرف أن الشيخ سيد المرصفي لم تلاميذه يحفظون عهده الوثيق
وسنرى كيف تجيب، إن كنت في العدوان عللا ذلك الرجل العظيم من الأبرياء
زكي مبارك
بحث لا تجريح
عزيزي الأستاذ الزيات
بعد التحية. أرجو أن يتسع عدد الرسالة القادم لرد أطلعني عليه اليوم عبد الرحمن أفندي أيوب الطالب بدار العلوم على التعليق الذي نشر في عدد الرسالة الماضي على محاضرتي (أسلوب المبرد في كامله) ولك الشكر
السباعي بيومي
. . . مسألة المرحوم المرصفي لم تبلغ من الأمر ما وصف، وبفرض ذلك فمنذ متى كان المرصفي من المقدسين الذين لا تجوز تخطئتهم ولا نقدهم؟ وإذا كان لتقدمه في الزمن سلفاّ صالحاّ_كما يعبر الكاتب_مبرأ من العيوب، أفليس من باب أولى أن يكون المبرد تبعاّ لهذا القياس أصلح منه وأقوى لغة وأدباّ وعلماّكما هو الواقع، يزين كل هذا تواضع واعتراف