للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت فما صحتها أفادنا الله بعلمك؟ فقال هي جائزة بابا نويل وقد حذفت كلمة بابا على سبيل التخفيف، ثم شاعت كلمة نوبل من باب التحريف

قلت أفادكما الله! وما أحسب الحائزين لجائزة نوبل إلا فرحين مبتهجين لو ردت إليهم الطفولة فاستبدلوا بالجائزة هدية من هدايا بابا نوبل

وانصرفت مع أحد الذين حضروا الحديث، فقلت له ما رأيك فيما سمعت؟

قال: العلم واسع

قلت: والجهل أوسع

عبد اللطيف النشار

وأوكارها أعشاشاّ لغرامنا. كان كل شيء في تلك الساعات النزقة اغتصاباّ وقسوة. كانت لنا الساعة التي نحن فيها، لم نكن نفكر في المستقبل، ولا كانت عيوننا ترتد إلى الماضي. كنا نطوي الشهور في المزارع بين الرياض والغياض، ولا نرى منازلنا إلا نادراّ. كان من الصعب علينا أن نحبس قوتنا الدافقة وحيويتنا العظيمة بين الجدران. كنا كالأعشاب البرية وهي تنمو تحت أشعة الشمس على أتم غراس وأنضجه، نفتح سواعدنا عندما يشعشع النور ونستقبل بصدورنا ندى الفجر، ونود من قوة عضلاتنا لو نقاتل ونرضي تلك الغريزة الفطرية في الإنسان

كنا مسلحين دائماّ حول أجسامنا أنطقة البارود، فإذا أقبل الليل وضل إنسان العين في سواده، صوبنا بنادقنا في كبد الفضاء، وأطلقنا النار وأرسلنا عيوننا وراء سهام البارود النارية وهي تخترق حجب الظلام الكثيف، وملأنا خياشيمنا برائحة البارود. . .

كانت تلك الليالي من أمتع ليالي حياتنا، وكانت ذكراها تبعث فينا الحماسة والنخوة. . . كنا نذكرها وكأننا ننظر إلى حلم جميل ولى

رحنا نسترجع تلك الذكريات الحلوة ونحن جالسون في هذه الليلة الصيفية المظلمة على جرن عال يشرف على أجران المزرعة، والظلام من حولنا شديد، والمكان موحش رهيب. . .

وكان جرن كبير من الأجران قد ذرىً وأعد قمحه للمخازن. وكان علينا أن نسهر عليه حتى تنطوي فحمة الليل، فأخذنا نتبادل الأحاديث الممتعة ونطرد النوم بكل الوسائل. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>