والعتبى وعبد العزيز الجرجإني وبنى ميكال، وشمس المعالي قابوس وأبا هلال العسكري، وابن نباتة الخطيب، والحسن بن علي التنوخي ومن الشعراء: المتنبي والمعري والحمداني والرضي ومهيار، وابن نباته السعدي، وأبو الفتح البستي، والببغا، والنامي، والناشي، والزاهي، وغير هؤلاء من شعراء اليتيمه وكتابها.
همذان
مدينة في ناصية الجبال يشرف عليها جبل أروند في سهل خصب، ويؤخذ من أخبار الكتب الفارسية والعربية أنه كان لها شأن عظيم في حقب مختلفة قبل الإسلام وفي العصر الإسلامي. .
وهي هكمتانة في الآثار الفارسية القديمة، وأهيمتا في التوراة، واكبتانا عند كتاب اليونان والرومان.
واجمع الكتاب على وصفها بشدة البرد، وأكثر الشعراء في هذا قال ياقوت: (لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد فقال:
أقول لها ونحن على صلاء ... أما للنار عندك حر نار؟
لئن خيرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول
النار في همذان يبرد حرها ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها ... والفقر في همذان مالا يكتم
وقال ياقوت: (ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد، وأنزهها وأطيبها وأرفهها، وما زالت محلا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل، إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب، وذكر أمره بالشعر والخطب.)
وأما أهلها فكأنهم عرفوا بالغلظة، وبديع الزمان يعتذر في بعض رسائله عن سوء فعله بأنه همذاني المولد. وينسب إليه في ياقوت:
همذان لي بلد أقول بفضله ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه ... وشيوخه في العقل كالصبيان