وفي مناظرة رواها ياقوت بين همذاني وعراقي يقول العراقي للهمذاني: (ثم فيكم أخلاق الفرس، وجفاء العلوج، وبخل أهل أصبهان، ووقاحة أهل الري، وقذارة أهل نهاوند، وغلظ طبع أهل همذان).
ويقول ابن فارس كما في ابن خلكان:
سقى همذان الغيث لست بقائل ... سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
وما لي لا أصفي الدعاء لبلدة ... أفدت بها نسيان ما كنت أعلم
نسيت الذي أحسنته غير أنني ... مدين وما في جوف بيتي درهم
ومما يستأنس به هنا قوله في مدح خلف بن أحمد:
أبادية الأعراب أهلك إنني ... ببادية الأتراك نيطت علائقي
وقوله في القصيدة نفسها:
إذا اقتضت منى خراسان لفظه ... أماطت العرب در المخانق
وكذلك رسالته إلى أبي عامر الضبي رئيس هراة في عيد السدق وهو ليلة الوقود عند المجوس، وفيها يبين فضل العرب على العجم في أسلوب تتجلى فيه العصبية
ويظهر أن أسرته كانت ذات مكانة في همذان، فهو يقول في رسالة إلى أبي بكر الخوارزمي حين لم يحسن لقاءه بنيسابور:
(فلو صدقته العتاب، وناقشته الحساب، لقلت إن بوادينا ناغية صباح، وراغية رواح، وناسا يجرون المطارف، ولا يمنعون المعارف.
وفيهم مقامات حسان وجوههم ... وأندية ينتابها القول والفعل
ولو طوحت بأبي بكر أيده الله طوائح الغربة، لوجد منال البشر قريباً، ومحط الرحل رحيبا (وأجابه الخوارزمي بقوله:) فاما القوم الذين صدر سيدي عنهم فكما وصف، حسن عشرة، وسداد طريقة، وكمال تفصيل وجملة، ولقد جاورتهم فأحمدت المراد، ونلت المراد،
فان كنت قد فارقت نجدا وأهله ... فما عهد نجد عندنا بذميم
وفي رسالة إلى وزير الري يقول (وورائي من أخوالي وأعمامي من مواقف خدمة مشهورة، ومقامتهم مشكورة، وبهم حاجة إلى فضل عونه)
- ٣ -