للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المرأة الصحيحة هي المرأة التي عرفها الآباء والأجداد، المرأة الطبيعية التي أوحت ما أوحت إلى الفنانين والشعراء، يوم كانت مخلوقاً له قلب خفاق، وروحُ حنّان.

أما المرأة اليوم فهي مخلوق سخيف، لأنها تطلب ما لا ينبغي لها من الحقوق، وهي لذلك تافهة القيمة، سقيمة الإدراك.

وتعرَّض العقاد للمرأة من جميع نواحيها فأسمعها ما لا تحب أن تسمع. ومن المؤكد أن العقاد كتب عن المرأة ما كتب وهو في عافية، لأن الرجل لا يغايظ المرأة إلا وهو فحل، لأنه حينئذِ يثق بأنها ستُجذَب إليه ولو ضربها بأعنف السياط.

وقاسم أمين لم يكن في أول من أنصار المرأة، وإنما كان عدوَّ المرأة، فلما ضَعُف تظرَّف وصاغ لها عقود الثناء!

ورُوَّاد (الصالونات) في البلاد الغربية لم يكونوا من الفحول، وإنما كانوا من الظرفاء، ولو كانوا فحولاً لتغيًّر مركز (المتحذلقات) في التاريخ

وخلاصة القول أن التلطف مع المرأة يجب أن يكون فَّنا من فنون الغَزَل الخدّاع، فالدمع في عين العاشق هو السم في ناب الثعبان، والثعبان يخدّر فريسته بالسم كما يخدّر العاشق فريسته بالدمع. والاغتيال من ضروب القتال!

لحظات الصفاء

وللعقاد في كتابه هذا لحظات صفاء، وأظهر تلك اللحظات هي اللحظة التي كتب فيها مقالة (بين الله والطبيعة) أو (بين التاريخ الغابر والحاضر المشهود). فالعقاد في هذه المقالة قد ارتفع إلى آفاق السماء، ولو لم يكتب غير هذه المقالة لكانت سلّمة الأمين إلى معارج الخلود.

كتبها وهو في أُسوان، وقد نشأ هذا الأديب في أُسوان، ولعل نشأته في تلك المدينة تفسّر ما فطِر عليه من الهيام بالفنون

هي مقالة عجيبة في المعنى والأسلوب، مقالة كاتب راعته زُرقة السماء في أسوان، ومن لم ير زُرقة السماء في أسوان فلن يغنيه الزعم بأنه رأى جمال الطبيعة في سائر بقاع الأرض.

ولو جُمع ما أوحت أسوان إلى العقول والأحلام في مختلف اللغات لكانت منه ثروة تَرُوع

<<  <  ج:
ص:  >  >>