أما وفاؤكم لمصر، فلن يجزيكم عنه قلمي، وإنما يجزيكم عنه من شاءت إرادته العالية أن تكونوا مضرب الأمثال في الصدق والمروءة والإخلاص.
العقاد الحقود
في صبيحة اليوم الذي ظهر فيه مقالي عن نقد كتاب (المطالعات في الأدب والحياة)، طلبني الأستاذ عباس العقاد بالتليفون وأنبأني أن صدره انشرح لذلك المقال، وأنه موافق على ما ورد فيه من الملاحظات، إلا عبارة واحدة آذته أشد الإيذاء وهي العبارة التي تسجل أنه رجل (حقود)؛ فأجبته بأني نظرت إلى الحقد من بعض جوانبه الأخلاقية؛ ثم وجهته توجيهاً يرتضيه رجال الأخلاق، وأضفت نفسي إلى جملة الحاقدين لنكون سواءً! في التخلق بهذا الخلق الجميل! مع الاعتذار لحضرة الأستاذ نجيب هاشم الذي ساءه أن يكون لي بين أهل الحقد مكان.
وهل ينكر العقاد أنه رجل حقود؟
إليكم القصة الآتية:
في مصر شاعر (مشهور) هو الدكتور أحمد عارف الوديني المقيم بشارع العَجم في مصر الجديدة، وهو شاعرٌ قَصَر شعره على الإخوانيات، فلا يقرض الشعر إلا في تحية صديق، أو تهنئة زميل، وقد تسمو به همته إلى مجاملة الأمراء والملوك في المواسم والأعياد.
لقيته مرة في (المترو) بصحبة الأستاذ العقاد، فسألني عن الرأي في شعره، فقلت: أنت يا دكتور وديني أشعر رجل في مصر بعد الأستاذ الجارم! فظهرت عليه إمارات الاكتئاب، ولكن الأستاذ العقاد تلطف فصرح بأنه أشعر من الجارم في بعض الفنون!
ومضى الدكتور الوديني إلى الجارم بك فحدثه بما قلت وبما قال العقاد؛ فأعلن الجارم أن الرأي ما رأي العقاد! ثم لقيني الدكتور الوديني بعد أشهر وهو يقول: