للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- وبشهادة العقاد!

- وكيف والعقاد يرى نفسه أمير الشعراء؟

- هو أمير الشعراء، وأنا إمام الشعراء، والأمير يأتمّ بالإمام، كما قال الجارم الصناّج.

- هذا جائز، ولكن ما الدليل على أن العقاد يعدُّك شاعر العرب؟

- كتب إليّ خطاباً يقول فيه:

(إلى المفرد العَلمَ، صاحب الإنبيق والقلم، شاعر العرب في شارع العجم؛ عزيزي ونور عيني، الدكتور عارف الوديني)

- وهل ترى أن العقاد مدحك بهذا القول؟

- تلك غاية المديح

- وهل ترى أن العقاد صنع معك أجمل مما صنعتُ؟

- بالتأكيد!

- اسمع، يا دكتور، أنا جعلتك أشعر الناس في مصر بعد الجارم، والعقاد جعلك شاعر العرب في شارع العجم.

- وما العيب في ذلك؟

- العيبُ أنه جعلك أشعر من الأستاذ أمين الخولي ولم يزد، والخولي جارك!

وعندئذٍ تربّد وجه الدكتور الوديني وقال: يظهر أن العقاد رجلٌ حقود!

والحق أن العقاد حَقودٌ حقود، وإلا فكيف جاز أن يجعل الدكتور الوديني شاعر العرب في شارع العجم، فقط، مع أنه شاعر العرب بعد الجارم!

والحق أيضاً أن الخطأ لم يقع إلا مني، فالدكتور الوديني كان استراح إلى ذلك اللقب الطريف وعدّه تلطفاً من الأستاذ العقاد، والعقاد يلاطف أصدقاءه في أكثر الأحايين، ولكنه في هذه المرة يسئ مع سبق الإصرار؛ فقد غاظه أن تتسع آفاق الشاعرية (الودينية) بحيث يكون صاحبها أشعر الناس بعد الجارم، والشعراء يحقد بعضهم على بعض!

وعزاءً الوديني، فلن يكون إلا شاعر العرب في شارع العجم، بفضل ما في هذه العبارة الطريفة من عذوبة الطِّباق والجِناس.

أين متحف وزارة المعارف؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>