يتوجه إلى الله، وهو الأنس الأنيس لغرباء الأرواح والقلوب.
يتوجه إلى الله خالق الشرق والغرب وفاطر الأرض والسموات، الله الذي أقسم بالقلم في كتابه المجيد، فكان بشهادته السامية أكرم ذخائر الوجود.
يتوجه إلى الله الذي جعل بأس القلم أفتك من بأس النار والحديد، ومن القلم يخاف من لا يخاف، ومن صريره استعاد من لا يَهُو لهم زئير الأسود.
يتوجه إلى الله الذي يجعل من عزلة الكاتب دنيا صاخبة هي العِوض الأنفس من كل ما يفوته من الأنس بالمجتمع الصخاب. وهل يعرف الكاتب ما هي العزلة ودنيا الناس جميعاً ليست إلا سُمّ الخياط بالقياس إلى دنياه الفيحاء؟
يتوجه إلى الله الذي يخلق الضر للنفع، والذي يبتلي الأديب بما يشاء، ليصوغه كما يشاء، وليكون حجته البالغة على أن العاقبة للصابرين.
متى أومن بك يا ربي؟ ومتى أعرف حكمتك في بعض ما سوّيت من المخلوقات؟
ارفع الحجاب لحظة واحدة لأومن بأنْ ليس في الإمكان أبدع مما كان.
حول أهل الكهف.
أحسنَ فضيلة الشيخ عبد المتعال الصعيدي في استدراكه على ما سميته (الرواية الإسلامية) في تحديد عدد أهل الكهف، فهذه التسمية قد توهم أن ذلك هو الرأي الإسلامي بدون موجب لذلك. والحق أني لم أرد غير إثبات رأي كان قال به فريق من المسلمين قبل نزول سورة الكهف، وفي هذا الرأي ما يكفي لمناقشة المؤلف في خلق بيئة الرواية المسرحية، لأن هذا الرأي كان يجعل جمهوره أعظم وأضخم فيتيح له فرصة التعمق لدرس طوائف من المعضلات الاجتماعية.
أما كلمة الأديب حسين محمود البشبيشي فهي تشهد بأنه قرأ الرواية وقرأ النقد بفهم، ولكني أرجوه أن يلقاني بعد عامين، فقد يعرف من الأيمان والارتياب ما لم يعرف، وقد يدرك أني رميت إلى غرض فات عليه، لأني أرمز إلى معانيَ كثيرة في أغلب ما أعرض له من الشؤون.
وهنا يجب النص على أن مقالي في نقد رواية أهل الكهف وقع من الأستاذ توفيق الحكيم موقع القبول، ولم يعترض إلا على عبارة واحدة، وهي العبارة التي تقول بأنه ليس من