للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

٣ - وأريد أن أقول لصاحب (جريدة مصر العليا) إني راض عن التسمية الطريفة لمصر الشَّمالية ومصر الجنوبية، وهو يعرف ما أعني

٤ - ثم أنظر في جريدة (الأحوال) البغدادية فأجد صورة (شارع فيصل) بجانب الكرخ، وتحت الصورة كلمات موجهة إلي برفق ولطف، كلمات دَّبجها أديبٌ كريمٌ عز عليه أن أشكو زماني فهو يقول:

(أنت أكبر من الزمان، ما دام لك إخوانٌ أوفياء)

وعندئذٍ أتذكر أن لي في العراق ذخيرة روحية، ثم أتذكر تمثال فيصل، فمع من جلست في رحاب ذلك التمثال وصدري يفيض بالكروب في ليلة عتاب:

يا روعةَ البدر في سَماهُ ... وفتنةَ الزهر في الغصونِ

تناسَ ما شئتَ سوف تخبو ... حرارة الدمع في الشؤون

وسوف تَبلَى على الليالي ... غرائب الِّحر في العيون

أستغفر الحبَّ سوف يَبقَى ... على صروف الأسى حنيني

وتذكرت الخطابات التي تلقيتها من الكرخ، وأجبت عنها بالصمت، فراراً من عواقب الافتضاح، وهل كنت إلا طيفاً زار في السحر بساتين الكرخ وبغداد؟!

٥ - وهذا خطاب من الأستاذ جاسم الرجب يشرح خلافاً بينه وبين الأستاذ شاكر الجودي حول مقال نشر في (الرسالة) بدون إمضاء، ثم فنّدته بعنف، ويرى السيد جاسم أن الناقد هو الكاتب، وأجيب بأني نسيت ظروف ذلك المقال!

أما ثورة السيد جاسم على فِلم (فتاة متمردة) ودعواه أنه يغضّ من المجتمع المصري فهو كلام لا أوافقه عليه، فذلك الفلم من الأفلام الجيدة، وقد شاهدته فأبكاني، وهو يمثل صورة من أزمات النفوس تقع في مصر كل يوم، وقد تقع أيضاً في العراق، لو التفت هذا الصديق إلى ما يمرّ بالنفوس من مكاره وخطوب.

٦ - وذاك خطاب من أخ صادق يقول فيه: (هل يذكر الدكتور زكي مبارك أنه ألقى في البريد المصري تذكرة واحدة لإخوانه في بغداد وما عرف فيهم غير الصدق والوفاء؟)

وأجيب بأن العراق شغلني عن العراقيين، ولو جمع ما كتبته في الجرائد المصرية عن العراق لكان مادة تكفي لتأليف ألف خطاب، فهل ينفعني هذا الاعتذار الطريف؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>