وأما الأخرى فحول النظرية التي ادعى في العدد الأخير أني نهبتها من كتابه النثر الفني ونشرتها في مجلة السراج حتى يعلم حضرات القراء آينا الناهب
وأما الذي يهدد به ويعتزم تبيينه، من أن تهذيبي للكامل لم يكن إلا جناية أدبية، ومن أن التطاول على مقام الشيخ المرصفي لا ذهب بلا عقاب، فهو ما سيكون حلبة الخصومة، وليعرف الملأ إذ ذاك - إن هو اجترأ على الكتابة بعد كلمتي هاتين - آينا الجاني على الأدب بآثاره، وآينا القليل الاطلاع الطائش الأحكام في أبحاثه، وإلى اللقاء
السباعي بيومي
أستاذ بدار العلوم
إلى الدكتور مبارك
كان قلمكم الثائر قد خط في مقالكم الخامس في نقد آراء الأستاذ أحمد أمين وتبيان جنايته على الأدب العربي (الرسالة ٣١٤ - ١٠ يولية سنة ٩٣٩) أن هذا الأستاذ لم يؤت أسلوباً خاصاً، وأنه ما كان في يوم من الأيام أديباً، وكان مما قلتموه يومئذ:
- إن أحمد أمين ليس له أسلوب
وإن الرجل لا يكون له أسلوب إلا يوم يصح أنه يحس الثورة على ما يكره والأنس بما يحب. فعندئذ تعرف نفسه معنى الانطباعات الذاتية، ويعبر عن روحه وعقله وقلبه بأسلوب خاص. . .
ولقد عانى أحمد أمين في الواحات فلم يصفها، واشتغل بالقضاء الشرعي فما توجع مرة واحدة للمآسي التي رآها، ولو كان أحمد أمين أديباً كتب خواطره وسطر احساساته في القضاء وفي الواحات، (ولكن أحمد أمين لم يكن أديباً وإنما كان موظفاً مخلصاً لواجب الوظيفة لا يرى ما عداها من الشئون)(الرسالة ٣١٤ ص ١٣٣٧ - ١٣٣٨)
ويمضي على ذلك سنة ونصف سنة، ويأتي العدد (٣٨٤ - ١١ نوفمبر سنة ١٩٤٠) من الرسالة فما نجد يا ترى؟ وماذا نرى؟
نجد أن الدكتور زكي مبارك يقول: (يجب الاعتراف بأن لأحمد أمين أسلوباً. . . وبأن لهذا