ليس المهمّ أن يُستَجوب وزير المعارف عن هذه التوافه من الشؤون، وإنما المهمّ أن يُستجوَب عن مصاير المتعلمين في هذا الجيل.
المهم حقاً وصدقاً أن ينسى الوزير أنه مسئول أمام الشيوخ والنواب، وأن يذكر أنه مسئول أمام الضمير المصري، والضمير المصري يصرخ صراخ الجزع والرعب من ضياع أبنائه بين الجامعة ووزارة المعارف.
وقد ظهرت تباشير تشهد بأن الوزير قد سمع صراخ الضمير المصري لهذا العهد، فمتى يقال إنه نودي فأجاب؟ ومتى نسمع أن التعليم صار من وسائل الحياة الكريمة في هذه البلاد؟ متى؟ متى؟ علينا أن ندعو، وعلى الوزير أن يجيب!
الهجوم الآثم على الشيخ سيد المرصفي
في العدد ٣٩١ نشرت الرسالة كلمة بإمضاء محمد فهيم عبية جاء فيها أن الأستاذ السباعي بيومي وصف الشيخ المرصفي (بكثير من الأخلاق الذميمة كالغل والحقد والحسد وسطحية البحث والتطاول الذميم) وأنه (حَكم بأن أخلاقه ذهبت بفضله كما تذهب الريح العَصوف بسحيق التراب)
وفي العدد ٣٩٢ نشرت الرسالة رداًّ بإمضاء عبد الرحمن أيوب مع كلمة من الأستاذ السباعي بيومي تشهد بأنه أقر ما جاء بذلك الرد، وهو يلخص في أن الأستاذ السباعي حكم بأن الشيخ المرصفي (كان يملكه الغرور) وأن (الأستاذ السباعي في حديثه عن المبرد وما يتصل به إنما يصدُر في ذلك عن دراسة بعيدة الأمد) وأن كتابه ظهر في سنة ١٩٢٣ على حين لم يظهر كتاب الشيخ المرصفي إلا في سنة ١٩٣٠، وأن فهارس كتاب الشيخ المرصفي وعناوينه سُرقت من كتاب الأستاذ السباعي، وأن المرصفي لم يكن أستاذ السباعي!
وفي العدد نفسه ٣٩٢ نشرت لي الرسالة كلمة عتاب موجهة إلى الأستاذ السباعي بيومي، وقد جاء في تلك الكلمة أن الأستاذ تحدث عن أخلاق الشيخ المرصفي بما لا يليق، (فإن كان ذلك الكلام لم يقع منك فانفِه في العدد المقبل، وإن كان وقع منك فسارع إلى الاعتذار، إبقاءً على ما بيني وبينك من وداد، فما أستطيع السكوت عن رجل يعترض لأخلاق الشيخ المرصفي بسوء، ولو كان من أعز الأصدقاء)