لمحاسبة الأستاذ السباعي بيومي على ما يصنع في تكوين الطلبة بتلك الدار، وهم الجيل المقبل من رجال التربية والتعليم.
أعرف ذلك، وأعرف أن الذوق نهاني عن زيارة دروس الأستاذ السباعي بالجامعة الأمريكية، وأنا عن تفتيشها مسئول، لأنه لا يجوز ذوقاً أن أفتش على مدرس رأته وزارة المعارف صالحاً للمشاركة في إعداد المدرسين.
ولكن يظهر أن الأستاذ السباعي محتاج إلى من يعاونه على إعداد دروسه بدار العلوم، فقد رأيت أنه لم يفطن إلى ما في كتاب (تهذيب الكامل) من تصحيف وتحريف قضى بهما انتقال (الكامل) من يد إلى يد ومن بلد إلى بلد على اختلاف الأجيال!
يضاف إلى ذلك أن كتاب (تهذيب الكامل) تسرَّب إلى (كلية اللغة العربية) وقد يتسرب إلى (كلية الآداب) بحجة أن الدكتور طه حسين قَرَنه بكتاب (مدامع العشاق) في أحد فصول (حديث الأربعاء)
ماذا أريد أن أقول؟
أنا أريد النص على الأغلاط التي عجز عن إدراكها ذهن السباعي، وفطن لها عقل المرصفي، وهي أغلاطٌ ستؤذي السباعي أعنف الإيذاء، لأنها ستقنعه بأن ثناء الدكتور طه حسين على صنيعه في كتاب خدمة الكامل لن ينجيه من عذاب النقد الأدبي، وهو عذابٌ أليم
سأقوم بهذا الواجب خدمة لأبناء دار العلوم وخدمة لجميع طلاب الأدب العربي، وعلى الأستاذ السباعي أن يناقشني إن استطاع، وهو لن يستطيع، ولو ظاهره ألوف من المعجبين بقدرته على الاستهانة بفضائل التدقيق والتحقيق
والأستاذ السباعي قد شتمني بمجلة الرسالة مرتين، فليكف عن شتمي - غير مأمور - فإن الألسنة والأقلام لم تبقِ في شتمي مزيداً لمستزيد، ولو حاسبَ الله أعدائي وخصومي على ما اجترحوا آثمين في إيذائي لسلط عليهم شآبيب البلاء.
لا تشتمني، يا سيد سباعي، فحسبي ما أعاني من البلوى بمحنة النقد الأدبي. ألا تراني أحاور أناساً لا أرتضيهم نساخاً لمقالاتي ومؤلفاتي؟
لقد لامني الناصحون على ما اقترفت من التنازل إلى مساجلة بعض الناس، فهل تعرف